المعنى الدّائر في المعاني المتعاقبة. من الصّرف : وهو نقل الشّيء من حال إلى حال.
(وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ) ، أي : وليقولوا : درست صرفنا. و «الّلام» لام العاقبة.
والدّرس : القراءة والتّعلّم.
وقرأ (١) ابن كثير وأبو عمرو : «دارست» ، أي : دارست أهل الكتاب وذاكرتهم.
وابن عامر ويعقوب : «درست» من الدّروس ، أي : قدّمت هذه الآيات وعفت ، كقولهم :
أساطير الأوّلين.
وقرئ (٢) : «درست» بضمّ الرّاء ، مبالغة في «درست» و «درست» على البناء للمفعول. بمعنى : قرئت ، أو عفيت. ودارست بمعنى : درست ، أو دارست اليهود محمّدا ـ عليه السّلام ـ. ودارسات ، أي : قديمات ، أو ذوات درس ، كقوله : «عيشة راضية».
وفي تفسير علي بن إبراهيم (٣) : كانت قريش تقول لرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : [إنّ] (٤) الّذي تخبرنا به من الأخبار تتعلّمه من علماء اليهود وتدرسه (٥).
(وَلِنُبَيِّنَهُ).
«الّلام» على أصله ، لأنّ التّبيين مقصود التّصريف.
والضّمير للآيات ، باعتبار المعنى. أو للقرآن ، وإن لم يذكر لكونه معلوما. أو للمصدر.
(لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (١٠٥) : فإنّهم المنتفعون به.
(اتَّبِعْ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) : بالتّديّن به.
(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) : اعتراض ، أكّد به إيجاب الاتّباع. أو حال مؤكّدة ، بمعنى : منفردا في الألوهيّة.
(وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) (١٠٦) : ولا تحتفل بأقوالهم ، ولا تلتفت إلى رأيهم. ومن جعله منسوخا بآية السّيف ، حمل الإعراض على ما يعمّ الكفّ عنهم.
(وَلَوْ شاءَ اللهُ) : توحيدهم وعدم إشراكهم.
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٣٢٥.
(٢) نفس المصدر ، والموضع.
(٣) تفسير القمّي ١ / ٢١٢.
(٤) من المصدر.
(٥) كذا في المصدر ، وفي النسخ : تدارسه.