أي : لا تؤخّره عن أوّل وقت يمكن فيه الإيتاء. والآية مدنيّة. وما سبق من الأخبار يدلل على أنّه غير الزّكاة ، وأنّ إيتاءه على الاستحباب المؤكّد دون الوجوب.
(وَلا تُسْرِفُوا) : في التّصدّق ، كقوله : «ولا تبسطها كلّ البسط».
(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (١٤١) : لا يرتضي فعلهم.
في الكافي (١) : محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيغ ، عن صالح بن عقبة ، عن سليمان بن صالح قال : قلت لأبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أدنى ما يجيئ من حدّ الإسراف.
فقال : إبدالك ثوب يصونك ، وإهراقك فضل إنائك ، وأكلك التّمر ورميك بالنّوى (٢) هاهنا وهاهنا.
وفي كتاب الخصال (٣) : عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعريّ ، بإسناده يرفعه (٤) إلى أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : ليس في الطّعام من (٥) سرف.
عن (٦) أبي عبد الله (٧) ـ عليه السّلام ـ قال : للمسرف ثلاث علامات : يشتري (٨) ما ليس له ، ويلبس ما ليس له ، ويأكل (٩) ما ليس له.
(وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً) : عطف على «جنّات» ، أي : وأنشأ من الأنعام ما يحمل الأثقال وما يفرش للذّبح. أو ما يفرش المنسوج من شعره وصوفه ووبره.
وقيل (١٠) : الكبار الصّالحة للحمل ، والصّغار الدّانية من الأرض ، مثل الفرش المفروش عليها.
(كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) : كلوا ممّا أحلّ لكم منه.
(وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) : في التّحليل والتّحريم من عند أنفسكم.
__________________
(١) الكافي ٤ / ٥٦ ، ح ١٠.
(٢) المصدر : النّوى.
(٣) الخصال / ٩٣ ، ذيل ح ٣٧.
(٤) يوجد في المصدر و «ج» و «ر».
(٥) ليس في المصدر.
(٦) الخصال / ٩٨ ، ح ٤٥.
(٧) المصدر : أمير المؤمنين.
(٨) المصدر : يأكل.
(٩) المصدر : يشتري.
(١٠) أنوار التنزيل ١ / ٣٣٤.