(إلى آخر الآية).
فقال رجل : أليس إنّما يعني الله : فضل هذا الصّراط على ما سواه؟
فقال النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ : هذا جفاء بك (١) ، يا فلان. أمّا قولك : «فضّل الإسلام على ما سواه» كذلك (٢).
وأمّا قول الله : (هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) فإنّي (٣) قال قلت لربّي مقبل من (٤) غزوة تبوك الأولى : اللهم ، إنّي جعلت عليا منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبوّة له من بعدي. فصدّق كلامي ، وأنجز وعدي. واذكر عليّا [بالقرآن كما ذكرت] (٥) هارون ، فإنّك قد ذكرت اسمي في القرآن. فقرأ آية ، فأنزل تصديق قولي ، فرسخ حسده (٦) من أهل هذه القبلة ، وتكذيب المشركين حتّى شكّوا في منزلة (٧) عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ.
فنزل «هذا صراط عليّ مستقيم» وهو هذا (٨) جالس عندي. فاقبلوا نصيحته (٩) ، واتّبعوا (١٠) قوله. فإنّه من [سبّني ، فقد سبّ] (١١) الله. ومن سبّ عليّا ، فقد سبّني.
(ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) : عطف على «وصّاكم». و «ثمّ» للتّراخي في الأخبار ، أو للتّفاوت في الرّتبة ، كأنّه قيل : ذلكم وصّاكم به قديما وحديثا ، ثمّ أعظم من ذلك إنّا آتينا موسى الكتاب.
(تَماماً) : للكرامة والنّعمة.
(عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ) : على من أحسن القيام. ويؤيّده أن قرئ : «على الّذين
__________________
(١) المصدر : جفاؤك.
(٢) المصدر : فكذلك.
(٣) كذا في المصدر ، والنسخ : قال.
(٤) المصدر : عن.
(٥) كذا في المصدر ، والنسخ : بالقلب كما ذكر.
(٦) كذا في المصدر ، وفي «ج» : حيله ، وفي سائر النسخ : جسده.
(٧) كذا في المصدر ، وفي النسخ : منزل.
(٨) ليس في المصدر.
(٩) كذا في المصدر ، وفي ج ور : لنصيحته ، وفي سائر النسخ : النصيحة.
(١٠) المصدر : وأقبلوا.
(١١) كذا في المصدر ، وفي النسخ : يسبّني يسبّ.