[وفي كتاب الاحتجاج (١) ، للطّبرسيّ ـ رحمه الله ـ : عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ حديث طويل يذكر فيه أحوال يوم القيامة ، وفيه فيقام الرّسل ، فيسألون عن تأدية الرّسالات (٢) الّتي حملوها إلى أممهم [فأخبروا أنّهم قد أدّوا ذلك إلى أممهم] (٣) وتسأل الأمم فتجحد (٤) كما قال (٥) : (فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) فيقولون : (ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ) (٦) فتشهد الرّسل رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فيشهد بصدق الرّسل وتكذيب من جحدها من الأمم ، فيقول لكل أمّة منهم : بلى (فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٧) ، أي : مقتدر على شهادة جوارحكم عليكم بتبليغ الرّسل إليكم رسالاتهم. وكذلك قال الله لنبيّه : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً). فلا يستطيعون ردّ شهادته خوفا من أن يختم الله على أفواههم وأن تشهد عليهم جوارحهم بما كانوا يعملون] (٨).
(وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ) : فأرشدكم وشرفكم بهم. ولم يبعث في أمّة ما بعث في بني إسرائيل من الأنبياء.
(وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً) ، أي : جعل منكم ، أو فيكم. وقد تكاثر فيهم الملوك تكاثر الأنبياء بعد فرعون حتّى قتلوا يحيى ، وهمّوا بقتل عيسى.
وقيل (٩) : لمّا كانوا مملوكين في أيدي القبط فأنقذهم وجعلهم مالكين لأنفسهم وأمورهم ، سمّاهم ملوكا.
(وَآتاكُمْ ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ) (٢٠) : من فلق البحر ، وتظليل الغمام ، وإنزال المنّ والسّلوى ، ونحوها ممّا أتاهم.
__________________
(١) الاحتجاج ١ / ٣٦٠ ـ ٣٦١.
(٢) المصدر : الرسالة.
(٣) ما بين المعقوفتين ليس في المصدر.
(٤) هكذا في المصدر. وفي النسخ : فيجحدون.
(٥) الأعراف / ٦.
(٦) المائدة / ١٩.
(٧) النساء / ٤١.
(٨) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٩) أنوار التنزيل ١ / ٢٦٩.