(وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ) (٢٢) : إذ لا طاقة لنا بهم.
(قالَ رَجُلانِ) : هما يوشع بن نون ، وكالب بن يوفنا. وهما ابنا عمّه. كذا رواه العيّاشي (١) ، عن الباقر ـ عليه السّلام ـ.
(مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ) : أي : يخافون الله ويتّقونه.
وقيل (٢) : كانا رجلين من الجبابرة أسلما وسارا إلى موسى ـ عليه السّلام ـ. فعلى هذا الواو لبني إسرائيل ، والرّاجع إلى الموصول محذوف ، أي : من الّذين يخافهم بنو إسرائيل. ويشهد له أنّه قرئ : «الّذين (٣) يخافون» بالضّمّ ، أي : المخوّفين. وهو مردود بما ذكر في الخبر. وعلى المعنى الّذي ذكر في الخبر يكون هذا من الإخافة ، أي : الّذين يخوّفون من الله ، بالتّذكير. أو يخوّفهم الوعيد.
(أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا) : بالإيمان والتّثبّت. وهو صفة ثانية «لرجلين» ، أو اعتراض.
(ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ) : باب قريتهم ، أي : باغتوهم وضاغطوهم في المضيق وامنعوهم من الإصحار.
(فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ) : لتعسّر الكرّ عليهم في المضايق من عظم أجسامهم ، ولأنّهم أجسام لا قلوب فيها. ويجوز أن يكون علمهما بذلك من أخبار موسى ، وقوله : (كَتَبَ اللهُ لَكُمْ). أو ممّا علما من عادته ـ تعالى ـ في نصرة رسله وما عهدا من صنعه لموسى في قهر أعدائه.
(وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (٢٣) : أي : مؤمنين به ومصدقين لوعده.
[وفي مصباح الشّريعة (٤) قال الصّادق ـ عليه السّلام ـ في كلام طويل : وقال
__________________
(١) تفسير العياشي ١ / ٣٠٣ ، ح ٦٨.
(٢) أنوار التنزيل ١ / ٢٦٩.
(٣) هكذا في المصدر. وفي النسخ : «وأيّده بقراءة» بدل «ويشهد له أنّه قرئ الذين».
(٤) شرح فارسي مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة / ٤١٥ ، مع إسقاط في أوّله.