أضفت أربع سيّئات إلى أربع سيّئات فلم تضف (١) أربعين حسنة إلى أربع سيّئات.
فجعل يلاحظني ، فانصرفت وتركته.
والحديث طويل ، أخذت منه موضع الحاجة.
(لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ) (٢٨) : قيل (٢) : كان هابيل أقوى منه ، ولكن تحرّج عن قتله واستسلم له خوفا من الله ، لأنّ الدّفع لم يبح بعد. أو تحرّيا لما هو الأفضل.
[وروي في فضل التّحرّي أنّه] (٣) قال ـ عليه السّلام ـ : كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل.
وإنّما قال : (ما أَنَا بِباسِطٍ) في جواب (لَئِنْ بَسَطْتَ) للتّبرّي عن هذا الفعل الشّنيع رأسا ، والتّحرّز من أن يوصف به ويطلق عليه. ولذلك أكّد النّفي «بالباء».
(إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ) : ترجع.
(بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ) (٢٩) : تعليل ثان للامتناع عن المعارضة والمقاومة.
وقيل (٤) : والمعنى : إنّما أستسلم لك إرادة أن تحمل إثمي لو بسطت إليك يدي ، وإثمك ببسطك (٥) يدك إليّ. ونحوه : المستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم.
على أنّ البادئ عليه إثم سبّه ومثل إثم سبّ صاحبه ، لأنّه كان سببا فيه. إلّا أنّ الإثم محطوط عن صاحبه معفوّ عنه ، لأنّه مكافئ رافع عن عرضه. ألا ترى إلى قوله : «ما لم يعتد المظلوم» لأنّه إذا خرج عن حدّ المكافأة واعتدى عليه لم يسلم.
وقيل (٦) : معنى بإثمي : بإثم قتلي. وبإثمك : الّذي لم يتقبّل من أجله قربانك.
__________________
(١) المصدر : ولم تضف.
(٢) أنوار التنزيل ١ / ٢٧١.
(٣) ليس في المصدر.
(٤) نفس المصدر والموضع.
(٥) المصدر : يبسط.
(٦) نفس المصدر والموضع.