.................................................................................................
______________________________________________________
القرينة كان ذلك عبثا بالنظر للظاهر ، وفى كلام الشارح إشارة إلى أنه إذا كان الخبر مخصوصا لا يجوز أن تكون قرينته الدالة عليه عند الحذف مجرد إذا الفجائية ؛ لأنها إنما تدل على مطلق الوجود فلا بد للخصوصية مما يدل عليها.
(قوله : أو نحو ذلك) أى : كواقف أو جالس ، واعلم أنه إذا قيل خرجت فإذا زيد مثلا ، ففى الفاء قولان ، وفى إذا أقوال ثلاثة ، ومحصل ذلك أن إذا قيل : إنها ظرف زمان وقيل إنها ظرف مكان ، وقيل إنها حرف دال على المفاجأة ، وأما الفاء فقيل إنها للسببية المجردة عن العطف مثلها فى قولهم : الذى يطير فيغضب زيد الذباب ، وحينئذ يكون العامل فى إذا هو الخبر ، سواء قلنا إنها زمانية أو مكانية ، والمعنى فزيد موجود فى ذلك الوقت ، أو فى ذلك المكان فجأة ، أما على القول بأنها حرف فلا عامل لها ، والمراد بالسببية هنا التى يراد بها لصوق ما بعدها لما قبلها من غير مهلة لا كون ما بعدها مسببا عما قبلها ، وقيل : إن الفاء للعطف على المعنى أى : خرجت ففاجأت وقت أو مكان وجود زيد بالباب ، وعلى هذا فالعامل فى إذا هو فاجأت على أنها مفعول به لا ظرف بناء على القول بأنها متصرفة ، وأما على الصحيح من أنها ظرف غير متصرف فهى ظرف للخبر المقدر لا مفعول به ، والمعنى ففاجأت وجود زيد فى الوقت أو فى الحضرة ، ويجوز أن يكون العامل فيها هو الخبر المحذوف كما مر ، وحينئذ لا تكون مضافة إلى الجملة بعدها لئلا يلزم إعمال المتأخر لفظا ورتبة فى المقدم فيهما ، وإعمال جزء المضاف إليه فى المضاف ، ولا يجوز أن تكون خبرا لما بعدها على القول بأنها ظرف زمان ؛ لأن ظرف الزمان لا يخبر به عن الجثة إلا بتقدير مضاف أى : ففى ذلك الوقت حصول زيد ، وعلى قول المبرد : إنها ظرف مكان فيجوز أن يكون هو خبر المبتدأ أى : فبالمكان زيد والتزم تقديمه لمشابهتها إذا الشرطية ، كما يجوز جعلها مفعولا لفاجأت ، أو ظرفا للخبر المقدر كما مر ، ولا يقال : إن مفاجأة المكان لا معنى لها ؛ لأنا نقول : بل لها معنى باعتبار وجود زيد فيه ، فإن قلت جواز جعل إذا خبرا على قول المبرد لا يطرد فى نحو : خرجت فإذا زيد بالباب ، إذ لا معنى لقولنا : فبالمكان زيد بالباب ، قلت : أجاب