بالتدّبر فيها على معرفة واسعة بالقرآن. وبما اننا قد فسرنا هذه الآيات ضمن تفسيرنا الشامل للقرآن ، فانّ علينا ونحن في بحوث تمهيدية للتفسير ، ان علينا مجرّد ذكر مجموعة من هذه الآيات لنذكر بعدئذ بعض الأحاديث الشريفة ، التي تعتبر بحق شرحا للآيات القرآنية ، لأنها تستلهم منها النور والبصائر. اذن كيف وصف القرآن نفسه؟
القرآن نور ، القرآن كتاب مبين ، القرآن سلام ، القرآن صراط مستقيم. هذه هي الصفات التي جاءت في الآية التالية :
«قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» (١٥ ـ ١٦ / المائدة) وفي القرآن بصائر تعطي المؤمن قدرة على رؤية الحقائق مباشرة ، ومن دون حجاب.
وفي القرآن هدى يبين الاتجاه السليم في الحياة.
وفي القرآن رحمة وفلاح لمن آمن به واتّبع هداه.
هكذا جاء في الآية التالية :
«هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» (٢٠٣ / الأعراف)
ولا بد أن يتفكر الناس ، لكي يحصلوا على المعرفة من خلال أمثال القرآن ، هكذا يقول القرآن :
«لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ