ـ حرف الكاف ـ
* الكاف المفردة ـ جارّة وغيرها. والجارّة حرف واسم.
والحرف له خمسة معان :
أحدها : التشبيه ، نحو : «زيد كالأسد».
والثاني : التعليل ، أثبت ذلك قوم ، ونفاه الأكثرون ، وقيّد بعضهم جوازه بأن تكون الكاف مكفوفة بـ «ما» كحكاية سيبويه : «كما أنه لا يعلم فتجاوز الله عنه» ، والحقّ جوازه في المجرّدة من «ما» ، نحو : (وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) [القصص : ٨٢] ، أي : أعجب لعدم فلاحهم ، وفي المقرونة بـ «ما» الزائدة كما في المثال ، وب «ما» المصدريّة ، نحو : (كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ) [البقرة : ١٥١] ـ الآية. قال الأخفش : أي : لأجل إرسالي فيكم رسولا منكم فاذكروني ؛ وهو ظاهر في قوله تعالى : (وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ) [البقرة : ١٩٨] وأجاب بعضهم بأنه من وضع الخاصّ موضع العام ؛ إذ الذّكر والهداية يشتركان في أمر واحد ، وهو الإحسان ؛ فهذا في الأصل بمنزلة (وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ) [القصص : ١٧٧] والكاف للتشبيه ، ثم عدل عن ذلك للإعلام بخصوصيّة المطلوب. وما ذكرناه في الآيتين من أنّ «ما» مصدريّة قاله جماعة ، وهو الظاهر ، وزعم الزمخشري وابن عطية وغيرهما أنها كافّة ، وفيه إخراج الكاف عما ثبت لها من عمل الجر لغير مقتض.
اختلف في نحو قوله [من الطويل] :
٧٩ ـ وطرفك إمّا جئتنا فاحبسنّه |
|
كما يحسبوا أنّ الهوى حيث تنظر (١) |
فقال الفارسي : الأصل : «كيما» فحذف الياء ، وقال ابن مالك : هذا تكلّف ، بل هي كاف التعليل و «ما» الكافّة ، ونصب الفعل بها لشبهها بـ «كي» في المعنى ، وزعم أبو محمد الأسود في كتابه المسمّى «نزهة الأديب» أن أبا علي حرّف هذا البيت ، وأن الصواب فيه :
٨٠ ـ إذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا |
|
لكي يحسبوا ... البيت (٢) |
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص ١٠١ ، وخزانة الأدب ٥ / ٣٢٠ والدرر ٤ / ٧٠ ، ولجميل بثينة ص ٩٠ ، ولعمر أو لجميل في شرح شواهد المغني ١ / ٤٩٨ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٨ / ٥٠٢ ، ورصف المباني ص ٢١٤.
(٢) البيت من البحر الطويل ، وهو لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص ١٠١ ، وخزانة الأدب ٥ / ٣٢٠.