١٣٥ ـ إلى الله أشكو بالمدينة حاجة ، |
|
وبالشّام أخرى ، كيف يلتقيان (١) |
أي أشكو هاتين الحاجتين تعذّر التقائهما.
مسألة ـ زعم قوم أن «كيف» تأتي عاطفة ، فمن زعم ذلك عيسى بن موهب ، ذكره في كتاب العلل ، وأنشد عليه [من الطويل] :
١٣٦ ـ إذا قلّ مال المرء لانت قناته ، |
|
وهان على الأدنى ، فكيف الأباعد (٢) |
وهذا خطأ ، لاقترانها بالفاء ، وإنما هي هنا اسم مرفوع المحل على الخبريّة ، ثم يحتمل أن «الأباعد» مجرور بإضافة مبتدأ محذوف ، أي : فكيف حال الأباعد ، فحذف المبتدأ على حد قراءة ابن جماز : (وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) [الأنفال : ٦٧] أو بتقدير : فكيف الهوان على الأباعد ، فحذف المبتدأ والجار ، أو بالعطف بالفاء ، ثم أقحمت «كيف» بين العاطف والمعطوف لإفادة الأولويّة بالحكم.
* * *
ـ حرف اللام ـ
* (اللام المفردة) ثلاثة أقسام : عاملة للجرّ ، وعاملة للجزم ، وغير عاملة. وليس في القسمة أن تكون عاملة للنصب ، خلافا للكوفيّين ، وسيأتي.
فالعاملة للجر مكسورة مع كل ظاهر ، نحو : «لزيد» ، و «لعمرو» ، إلّا من المستغاث المباشر لـ «يا» فمفتوحة ، نحو : «يا لله». وأما قراءة بعضهم : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) [الفاتحة : ٢] وغيرها كثير. بضمها فهو عارض للإتباع ، ومفتوحة مع كل مضمر نحو : «لنا» ، و «لكم» ، و «لهم» ، إلا مع ياء المتكلّم فمكسورة.
وإذا قيل : «يا لك» ، و «يا لي» احتمل كلّ منهما أن يكون مستغاثا به ، وأن يكون مستغاثا من أجله ، وقد أجازهما ابن جنّي في قوله [من الطويل] :
١٣٧ ـ فيا شوق ما أبقى ، ويا لي من النّوى |
|
[ويا دمع ما أجرى ويا قلب ما أصبى](٣) |
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ٤٠٨ ، ونفخ الطيب ١ / ٦٧.
(٢) البيت من البحر الطويل ، وهو بلا نسبة في الدرر ٦ / ١٤٧ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٥٥٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٣٨.
(٣) البيت من الطويل ، وهو للمتنبي في ديوانه ١ / ١٨٥ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٤٦١.