التاسع : أن تكون بدلا من نون ساكنة ، وهي إما نون التوكيد أو تنوين المنصوب ، فالأولى نحو : (لَنَسْفَعاً) [العلق : ١٥] ، (وَلَيَكُوناً) [يوسف : ٣٢] ، وقوله [من الطويل] :
٤٦٢ ـ وإيّاك والميتات لا تقربنّها |
|
ولا تعبد الشّيطان ، والله فاعبدا (١) |
ويحتمل أن تكون هذه النون من باب «يا حرسيّ اضربا عنقه».
والثاني : كـ «رأيت زيدا» ، في لغة غير ربيعة.
ولا يجوز أن تعدّ الألف المبدلة من نون «إذن» ، ولا ألف التكثير كألف «قبعثرى» ، ولا ألف التأنيث كألف «حبلى» ، ولا ألف الإلحاق كألف «أرطى» ، ولا ألف الإطلاق كالألف في قوله [من الرجز] :
٤٦٣ ـ ما هاج أشواقا وشجوا قد شجا |
|
من طلل كالأتحميّ أنهجا (٢) |
ولا ألف التّثنية كـ «الزيدان» ، ولا ألف الإشباع الواقعة في الحكاية ، نحو : «منا» أو في غيرها في الضّرورة ، كقوله [من الرجز] :
٤٦٤ ـ أعوذ بالله من العقراب |
|
[الشّائلات عقد الأذناب](٣) |
ولا الألف التي تبين بها الحركة في الوقف وهي ألف «أنا» عند البصريّين ، ولا ألف التصغير ، نحو : «ذيّا» و «اللّذيّا» ، لما قدّمنا.
ـ حرف الياء ـ
* (الياء المفردة) تأتي على ثلاثة أوجه ، وذلك أنها تكون ضميرا للمؤنّثة ، نحو : «تقومين» ، و «قومي» ، وقال الأخفش والمازني : هي حرف تأنيث والفاعل مستتر ؛ وحرف إنكار ، نحو : «أزيدنيه» ، وحرف تذكار ، نحو : «قدي» ، وقد تقدّم البحث فيهما ، والصواب أن لا يعدّا كما لا تعدّ ياء التّصغير ، وياء المضارعة ، وياء الإطلاق ، وياء الإشباع ، ونحوهنّ ، لأنهن أجزاء للكلمات ، لا كلمات.
* * *
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو للأعشى في ديوانه ص ١٨٧ ، والأزهية ص ٢٧٥ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٥٧٧.
(٢) البيت من الرجز ، وهو للعجاج في ديوانه ٢ / ١٣ ، وتخليص الشواهد ص ٤٧ ، وتاج العروس ، مادة (بلل) ، ولرؤبة في معاهد التنصيص ١ / ١٤ وليس في ديوانه ، وبلا نسبة في رصف المباني ص ٣٥٤.
(٣) البيت من الرجز ، وهو بلا نسبة في لسان العرب مادة (سبسب) ، ورصف المباني ص ١٢ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٩٥.