«حاجتك» اسمها ، وعلى الثاني «ما» مبتدأ واسمها ضمير «ما» ، وأنّث حملا على معنى «ما» ، و «حاجتك» خبرها.
ونظير ما هذه ما في قولك : «ما أنت وموسى» ، فإنها أيضا تحتمل الرفع والنّصب ، إلا أن الرّفع على الابتدائيّة أو الخبريّة ، على خلاف بين سيبويه والأخفش ، وذلك إذا قدرت «موسى» عطفا على «أنت» ، والنصب على الخبرية أو المفعوليّة ، وذلك إذا قدّرته مفعولا معه ؛ إذ لا بد من تقدير فعل حينئذ ، أي : ما تكون ، أو ما تصنع.
ونظير ما هذه في هذين الوجهين على اختلاف التقديرين «كيف» في نحو : «كيف أنت وموسى» ، إلا أنها لا تكون مبتدأ ولا مفعولا به ؛ فليس للرفع إلّا توجيه واحد ، وأما النصب فيجوز كونه على الخبريّة أو الحالية.
العاشر : الجملة المعطوفة من نحو : «قعد عمرو وزيد قام» ، فالأرجح الفعليّة للتناسب ، وذلك لازم عند من يوجب توافق الجملتين المتعاطفتين.
وممّا يترجّح فيه الفعلية نحو : «موسى أكرمه» ، ونحو : «زيد ليقم» ، و «عمرو لا يذهب» بالجزم ؛ لأن وقوع الجملة الطلبيّة خبرا قليل ، وأما نحو : «زيد قام» فالجملة اسميّة لا غير ؛ لعدم ما يطلب الفعل. هذا قول الجمهور ، وجوّز المبرد وابن العريف وابن مالك فعليّتها على الإضمار والتفسير ، والكوفيّون على التقديم والتأخير ، فإن قلت : «زيد قام وعمرو قعد عنده» فالأولى اسميّة عند الجمهور ، والثانية محتملة لهما على السواء عند الجميع.
انقسام الجملة إلى صغرى وكبرى
الكبرى هي : الاسمية التي خبرها جملة ، نحو : «زيد قام أبوه» ، و «زيد أبوه قائم» ،
والصغرى هي : المبنية على المبتدأ ، كالجملة المخبر بها في المثالين.
وقد تكون الجملة صغرى وكبرى باعتبارين ، نحو : «زيد أبوه غلامه منطلق» فجموع هذا الكلام جملة كبرى لا غير ، و «غلامه منطلق» صغرى لا غير ؛ لأنها خبر ، و «أبوه غلامه منطلق» كبرى باعتبار «غلامه منطلق» وصغرى باعتبار جملة الكلام ، ومثله : (لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي) [الكهف : ٣٨] إذ الأصل : لكن أنا هو الله ربي ، ففيها أيضا ثلاث مبتدآت ، إذ لم يقدّر (هُوَ) ضميرا له سبحانه ولفظ الجلالة بدل منه أو عطف بيان عليه كما جزم به ابن الحاجب ، بل قدّر ضمير الشأن وهو الظّاهر ، ثم حذفت همزة «أنا» حذفا اعتباطيّا ، وقيل : حذفا قياسيا بأن نقلت حركتها ثم حذفت ، ثم أدغمت نون لكن في نون أنا.