وجهه حسنه» بنصب «الوجه» وخفض الصفة ، لأنّها لا تعمل محذوفة ، ولأن معمولها لا يتقدّمها ، وما لا يعمل لا يفسر عاملا.
الثامن : أنه لا يقبح حذف موصوف اسم الفاعل وإضافته إلى مضاف إلى ضميره ، نحو : «مررت بقاتل أبيه» ، ويقبح «مررت بحسن وجهه».
التاسع : أنه يفصل مرفوعه ومنصوبه ، كـ «زيد ضارب في الدّار أبوه عمرا» ، ويمتنع عند الجمهور «زيد حسن في الحرب وجهه» رفعت أو نصبت.
العاشر : أنه يجوز إتباع معموله بجميع التوابع ، ولا يتبع معمولها بصفة ، قاله الزجّاج ومتأخر والمغاربة ، ويشكل عليهم الحديث في صفة الرجال «أعور عينه اليمنى».
الحادي عشر : أنه يجوز إتباع مجروره على المحل عند من لا يشترط المحرز ، ويحتمل أن يكون منه (وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ) [الأنعام : ٩٦] ، ولا يجوز «هو حسن الوجه والبدن» بجرّ «الوجه» ونصب «البدن» ، خلافا للفرّاء ، أجاز ، «هو قويّ الرّجل واليد» برفع المعطوف ، وأجاز البغداديّون إتباع المنصوب بمجرور في البابين ، كقوله [من الطويل] :
٥٩٠ ـ فظلّ طهاة اللّحم ما بين منضج |
|
صفيف شواء أو قدير معجّل (١) |
التقدير : المطبوخ في القدر ، وهو عندهم عطف على «صفيف» ، وخرّج على أن الأصل «أو طابخ قدير» ، ثم حذف المضاف ، وأبقي جر المضاف إليه كقراءة بعضهم : (وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) [الأنفال : ٦٧] بالخفض ، أو أنه عطف على «صفيف» ولكن خفض على الجوار ، أو على توهّم أن «الصفيف» مجرور بالإضافة ، كما قال [من الطويل] :
٥٩١ ـ [بدا لي لست مدرك ما مضى] |
|
ولا سابق شيئا إذا كان جائيا (٢) |
ما افترق فيه الحال والتمييز ، وما اجتمعا فيه
اعلم أنهما قد اجتمعا في خمسة ، وافترقا في سبعة.
فأوجه الاتفاق أنهما اسمان ، نكرتان ، فضلتان ، منصوبتان ، رافعتان للإبهام.
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ٢٢ ، وجمهرة اللغة ص ٩٢٩ ، وخزانة الأدب ١١ / ٤٧ ، والدرر ٦ / ١٦١ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٢٥٧.
(٢) البيت من الطويل ، وهو لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص ٢٨٧ ، وخزانة الأدب ٨ / ٤٩٢ ، والدرر ٦ / ١٦٣ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٢٨٢ ، ولسان العرب ٦ / ٣٦٠ مادة / نمش /.