أقسام الحال
تنقسم باعتبارات :
الأول : انقسامها باعتبار انتقال معناها ولزومه إلى قسمين : متنقّلة وهو الغالب ، وملازمة ، وذلك واجب في ثلاث مسائل :
إحداها : الجامدة غير المؤوّلة بالمشتق ، نحو : «هذا مالك ذهبا» ، و «هذه جبّتك خزّا» بخلاف نحو : «بعته يدا بيد» فإنه بمعنى : متقابضين ، وهو وصف منتقل ، وإنما لم يؤوّل في الأول لأنها مستعملة في معناها الوضعي ، بخلافها في الثاني ، وكثير يتوهّم أن الحال الجامدة لا تكون إلّا مؤوّلة بالمشتق ، وليس كذلك.
الثانية : المؤكّدة ، نحو : (وَلَّى مُدْبِراً) [النمل : ١٠] ، قالوا : ومنه (هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً) [فاطر : ٣١] لأن «الحق» لا يكون إلّا مصدّقا ، والصواب أنه يكون مصدّقا ومكذبا ، وغيرهما ، نعم إذا قيل : «هو الحقّ صادقا» ، فهي مؤكّدة.
الثالثة : التي دلّ عاملها على تجدّد صاحبها ، نحو : (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً) [النساء : ٢٨] ، ونحو : «خلق الله الزّرافة يديها أطول من رجليها» الحال «أطول» ، و «يديها» : بدل بعض ، قال ابن مالك بدر الدين : ومنه (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلاً) [الأنعام : ١١٤] وهذا سهو منه لأن «الكتاب» قديم.
وتقع الملازمة في غير ذلك بالسماع ، ومنه : (قائِماً بِالْقِسْطِ) [آل عمران : ١٨] إذا أعرب حالا ، وقول جماعة إنها مؤكّدة وهم ، لأن معناها غير مستفاد ممّا قبلها.
الثاني : انقسامها ـ بحسب قصدها لذاتها وللتّوطئة بها ـ إلى قسمين : مقصودة وهو الغالب ، وموطّئة وهي الجامدة الموصوفة ، نحو : (فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) [مريم : ١٧] ، فإنما ذكر «بشرا» توطئة لذكر «سويّا» ، وتقول : «جاءني زيد رجلا محسنا».
الثالث : انقسامها ـ بحسب الزمان ـ إلى ثلاثة : مقارنة ، وهو الغالب ، نحو : (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً) [هود : ٧٢] ، ومقدّرة ، وهي المستقبلة كـ «مررت برجل معه صقر صائدا به غدا» أي : مقدّرا ذلك ، ومنه (فَادْخُلُوها خالِدِينَ) [الزمر : ٧٣] ، (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ) [الفتح : ٢٧] ، ومحكيّة ، وهي الماضية نحو : «جاء زيد أمس راكبا».
الرابع : انقسامها ـ بحسب التّبيين والتوكيد ـ إلى قمسين : مبيّنة ، وهو الغالب ،