وتسمّى مؤسّسة أيضا ، ومؤكّدة ، وهي التي يستفاد معناها بدونها ، وهي ثلاثة : مؤكّدة لعاملها ، نحو : (وَلَّى مُدْبِراً) [النمل : ١٠] ، ومؤكّدة لصاحبها ، نحو : «جاء القوم طرّا» ، ونحو : (لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً) [يونس : ٩٩] ، ومؤكّدة لمضمون الجملة ، نحو : «زيد أبوك عطوفا». وأهمل النحويون المؤكّدة لصاحبها ، ومثّل ابن مالك ، وولده بتلك الأمثلة للمؤكّدة لعاملها ، وهو سهو.
ومما يشكل قولهم في نحو : «جاء زيد والشمس طالعة» أنّ الجملة الاسميّة حال ، مع أنها لا تنحلّ إلى مفرد ، ولا تبيّن هيئة فاعل ولا مفعول ، ولا هي حال مؤكّدة ؛ فقال ابن جنّي : تأويلها : جاء زيد طالعة الشمس عند مجيئه ، يعني فهي كالحال والنعت السببيّين ، كـ «مررت بالدار قائما سكّانها ، وبرجل قائم غلمانه» ، وقال ابن عمرون : هي مؤوّلة بقولك : مبكّرا ، ونحوه ؛ وقال صدر الأفاضل تلميذ الزمخشري : إنما الجملة مفعول معه ؛ وأثبت مجيء المفعول معه جملة ؛ وقال الزمخشري في تفسير قوله تعالى : (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ) [لقمان : ٢٧] في قراءة من رفع «البحر» : وهو كقوله [من الطويل] :
٦٠٢ ـ وقد أغتدي ، والطّير في وكناتها ، |
|
بمنجرد قيد الأوابد هيكل (١) |
و «جئت والجيش مصطف» ، ونحوهما من الأحوال التي حكمها حكم الظرف ، فلذلك عريت عن ضمير ذي المحال ؛ ويجوز أن يقدر و «بحرها» : أي وبحر الأرض.
إعراب أسماء الشرط والاستفهام ونحوها
اعلم أنها إن دخل عليها جار أو مضاف فمحلّها الجرّ ، نحو : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) (١) [النبأ : ١] ، ونحو : «صبيحة أيّ يوم سفرك» ، و «غلام من جاءك» ، وإلّا فإن وقعت على زمان ، نحو : (أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) [النحل : ٢١] أو مكان ، نحو : (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) (٢٦) [التكوير : ٢٦] أو حدث ، نحو : (أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء : ٢٢٧] ، فهي منصوبة مفعولا فيه ومفعولا مطلقا ؛ وإلّا فإن وقع بعدها اسم نكرة ، نحو : «من أب لك» ، فهي مبتدأ ، أو اسم معرفة ، نحو : «من زيد» ، فهي خبر أو مبتدأ على الخلاف السابق ، ولا يقع هذان النوعان في أسماء الشرط ؛ وإلّا فإن وقع بعدها فعل قاصر فهي مبتدأة ، نحو : «من قام» ، ونحو : «من
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ١٩ ، وإصلاح المنطق ٣٧٧ ، وخزانة الأدب ٣ / ١٥٦ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ٤١٠ ، وخزانة الأدب ٤ / ٢٥٠ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨٦٢.