الموصولة. وقال الكوفيون : له محل ؛ ثم قال الكسائي : محلّه بحسب ما بعده. وقال الفراء : بحسب ما قبله ؛ فمحله بين المبتدأ والخبر رفع ، وبين معمولي «ظنّ» نصب وبين معمولي «كان» رفع عند الفرّاء ، ونصب عند الكسائي ، وبين معمولي «إنّ» بالعكس.
المسألة الرابعة : فيما يحتمل من الأوجه.
يحتمل في نحو : (كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ) [المائدة : ١١٧] ، ونحو : (إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ) [الأعراف : ١١٣] الفصليّة والتوكيد ، دون الابتداء لانتصاب ما بعده ، وفي نحو : (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) (١٦٥) [الصافات : ١٦٥] ، ونحو : «زيد هو العالم» ، و «إنّ عمرا هو الفاضل» الفصلية والابتداء ، دون التّوكيد لدخول اللام في الأولى ولكون ما قبله ظاهرا في الثانية ، والثالثة ، ولا يؤكّد الظاهر بالمضمر لأنه ضعيف والظاهر قويّ ؛ ووهم أبو البقاء ، فأجاز في (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) (٣) [الكوثر : ٣] التوكيد ، وقد يريد أنه توكيد لضمير مستتر في (شانِئَكَ) لا لنفس شانئك. ويحتمل الثلاثة في نحو : «أنت أنت الفاضل» ، ونحو : (إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) [المائدة : ١٠٩ ، ١١٦] ، ومن أجاز إبدال الضّمير من الظاهر أجاز في نحو : «إنّ زيدا هو الفاضل» البدليّة ؛ ووهم أبو البقاء ، فأجاز في (تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً) [المزمل : ٢٠] كونه بدلا من الضمير المنصوب.
ومن مسائل الكتاب «قد جرّبتك فكنت أنت أنت» الضميران مبتدأ وخبر ، والجملة خبر «كان» ، ولو قدّرت الأول فصلا أو توكيدا لقلت : «أنت إياك».
والضّمير في قوله تعالى : (أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ) [النحل : ٩٢] مبتدأ ، لأن ظهور ما قبله يمنع التوكيد ، وتنكيره يمنع الفصل.
وفي الحديث : «كلّ مولود يولد على الفطرة حتّى يكون أبواه هما اللّذان يهوّدانه أو ينصّرانه» إن قدّر في «يكون» ضمير لـ «كلّ» فـ «أبواه» مبتدأ ، وقوله : «هما» إما مبتدأ ثان وخبره «اللذان» والجملة خبر «أبواه» ، وإما فصل ، وإما بدل من «أبواه» إذا أجزنا إبدال الضّمير من الظاهر ، و «اللذان» خبر «أبواه» ؛ وإن قدّر «يكون» خاليا من الضّمير فـ «أبواه» اسم «يكون» ، و «هما» مبتدأ أو فصل أو بدل ، وعلى الأول فـ «اللذان» بالألف ، وعلى الأخيرين هو بالياء.