[الفاتحة : ٢] متبدأ ، و «لله» حال ، والصواب أن (الْحَمْدُ لِلَّهِ) مبتدأ وخبر ، و «بسم الله» على ما تقدّم في إعرابها.
التاسع : قول بعضهم إن أصل «بسم» كسر السين أو ضمّها على لغة من قال : «سمّ» أو «سمّ» ، ثم سكّنت السين ؛ لئلا يتوالى كسرات ، أو لئلا يخرجوا من كسر إلى ضم ؛ والأولى قول الجماعة : إن السّكون أصل ، وهي لغة الأكثرين ، وهم الذين يبتدئون اسما بهمز الوصل.
العاشر : قول بعضهم في الرحيم من البسملة : إنه وصل بنيّة الوقف ، فالتقى ساكنان : الميم ولام الحمد ، فكسرت الميم لالتقائهما. وممن جوّز ذلك ابن عطية ؛ ونظير هذا قول جماعة منهم المبرد : إن حركة راء «أكبر» من قول المؤذن «الله أكبر ، الله أكبر» فتحة ، وإنه وصل بنيّة الوقف ؛ ثم اختلفوا ، فقيل : هي حركة الساكنين ، وإنما لم يكسروا حفظا لتفخيم اللام كما في (الم (١) اللهُ) [آل عمران : ١ ـ ٢] وقيل : هي حركة الهمزة نقلت. وكلّ هذا خروج عن الظاهر لغير داع ، والصواب أن كسرة الميم إعرابيّة ، وأن حركة الراء ضمة إعرابيّة ، وليس لهمزة الوصل ثبوت في الدّرج فتنقل حركتها إلا في ندور.
الحادي عشر : قول الجماعة في قوله تعالى : (تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ) [سبأ : ١٤] : إن فيه حذف مضافين ، والمعنى : علمت ضعفاء الجنّ أن لو كان رؤساؤهم ، وهذا معنى حسن ؛ إلا أنّ فيه دعوى حذف مضافين لم يظهر الدليل عليهما ؛ والأولى أنّ (تبين) بمعنى «وضح» ؛ و «أن» وصلتها بدل اشتمال من «الجنّ» ، أي : وضح للناس أن الجن لو كانوا إلخ.
الثاني عشر : قول بعضهم في (عَيْناً فِيها تُسَمَّى) [الإنسان : ١٨] : إن الوقف على (تُسَمَّى) هنا ، أي : عينا مسماة معروفة ، وإن (سَلْسَبِيلاً) جملة أمرية أي : اسأل طريقا موصّلة إليها ؛ ودون هذا في البعد قول آخر : إنه علم مركب كـ «تأبط شرّا» ؛ والأظهر أنه اسم مفرد مبالغة في السلسال ، كما أن السلسال مبالغة في السّلس ؛ ثم يحتمل أنه نكرة ، ويحتمل أنه علم منقول وصرف لأنه اسم لماء ؛ وتقدم ذكر العين لا يوجب تأنيثه ، كما تقول : «هذه واسط» بالصّرف ؛ ويبعد أن يقال : صرف للتناسب كـ (قَوارِيرَا) [الإنسان : ١٥ ـ ١٦] لاتفاقهم على صرفه.
الثالث عشر : قول مكي وغيره في قوله تعالى : (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ