المفعول معه إلا ما كان من جنس ما يعمل في المفعول به ، ويجوز جرّه ؛ فقيل : بالعطف ، وقيل : بإضمار «حسب» أخرى وهو الصّواب ؛ ورفعه بتقدير «حسب» ، فحذفت وخلفها المضاف إليه ، ورووا بالأوجه الثلاثة قوله [من الطويل] :
٧٢٦ ـ إذا كانت الهيجاء وانشقّت العصا |
|
فحسبك والضحّاك سيف مهنّد (١) |
باب الاستثناء
يجوز في نحو : «ما ضربت أحدا إلّا زيدا» كون «زيد» بدلا من المستثنى منه ، وهو أرجحها ، وكونه منصوبا على الاستثناء ، وكون «إلّا» وما بعدها نعتا ، وهو أضعفها ، ومثله «ليس زيد شيئا إلا شيئا لا يعبأ به» ، فإن جئت بـ «ما» مكان «ليس» بطل كونه بدلا ، لأنها لا تعمل في الموجب.
* * *
مسألة ـ يجوز في نحو : «قام القوم حاشاك ، وحاشاه» كون الضمير منصوبا ، وكونه مجرورا ، فإن قلت : «حاشاي» تعيّن الجر ، أو «حاشاني» تعيّن النصب ، وكذا القول في «خلا» و «عدا».
* * *
مسألة ـ يجوز في نحو : «ما أحد يقول ذلك إلّا زيد» كون «زيد» بدلا من «أحد» وهو المختار ، وكونه بدلا من ضميره ، وأن ينصب على الاستثناء ؛ فارتفاعه من وجهين ، وانتصابه من وجه ؛ فإن قلت : «ما رأيت أحدا يقول ذلك إلا زيد» فبالعكس ، ومن مجيئه مرفوعا قوله [من المنسرح] :
٧٢٧ ـ في ليلة لا نرى بها أحدا |
|
يحكي علينا إلّا كواكبها (٢) |
و «على» هنا بمعنى «عن» ، أو ضمّن «يحكي» معنى «يتمّ» أو «يشنع».
ما يحتمل الحالية والتمييز ، من ذلك «كرم زيد ضيفا» إن قدرت أنّ «الضيف» غير
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو لجرير في ذيل الأمالي ص ١٤٠ ، وليس في ديوانه ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٧ / ٥٨١ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٩٠٠ ، وشرح شواهد الإيضاح.
(٢) البيت من المنسرح ، وهو لعدي بن زيد في ملحق ديوانه ص ١٩٤ ، والدرر ٣ / ١٦٤ ، وشرح شواهد المغني ص ٤١٧ ، وخزانة الأدب ٣ / ٣٤٨.