مسألة ـ نحو : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا) [يوسف : ١٠٩ ، غافر : ٨٢] يحتمل الجزم بالعطف ، والنصب على الإضمار ، مثل (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ) [الحج : ٤٦] ، ونحو : (وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ) [محمد : ٣٦] يحتمل (تتقوا) الجزم بالعطف ، وهو الراجح ، والنصب بإضمار «أن» على حد قوله [من الطويل] :
٧٣١ ـ ومن يقترب منّا ويخضع نؤوه |
|
[ولا يخش ظلما ما أقام ولا هضما](١) |
باب الموصول
مسألة ـ يجوز في نحو : «ماذا صنعت ، وما ذا صنعته» ما مضى شرحه وقوله تعالى : (ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ) [القصص : ٦٥] ، «ماذا» : مفعول مطلق ، لا مفعول به ؛ لأن «أجاب» لا يتعدّى إلى الثاني بنفسه ، بل بالباء ؛ وإسقاط الجارّ ليس بقياس ، ولا يكون «ماذا» مبتدأ وخبرا ، لأن التقدير حينئذ : ما الذي أجبتم به ، ثم حذف العائد المجرور من غير شرط حذفه ؛ والأكثر في نحو : «من ذا لقيت» كون «ذا» للإشارة خبرا ، و «لقيت» : جملة حالية. ويقلّ كون «ذا» موصولة ، و «لقيت» صلة ، وبعضهم لا يجيزه ، ومن الكثير (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ) [البقرة : ٢٥٥] إذ لا يدخل موصول على موصول إلا شاذّا كقراءة زيد بن علي (وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) [البقرة : ٢١] بفتح الميم واللام.
* * *
مسألة ـ (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) [الحجر : ٩٤] «ما» مصدريّة : أي : بالأمر ، أو موصول اسمي : أي بالذي تؤمره ، على حدّ قولهم : «أمرتك الخير» ؛ وأمّا من قال «أمرتك بكذا» وهو الأكثر فيشكل ؛ لأن شرط حذف العائد المجرور بالحرف أن يكون الموصول مخفوضا بمثله معنى ومتعلقا نحو : (وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ) [المؤمنون : ٣٣] أي : منه ؛ وقد يقال : إن (فَاصْدَعْ) بمعنى : اؤمر ؛ وأما (فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا) [الأعراف : ١٠١] في الأعراف فيحتمل أن يكون الأصل بما كذبوه فلا إشكال ، أو بما كذبوا به ، ويؤيّده التصريح به في سورةيونس ؛ وإنّما جاز مع اختلاف المتعلّق ، لأن ما (كانُوا لِيُؤْمِنُوا) [يونس : ٧٤] بمنزلة «كذبوا» في المعنى ؛ وأما (ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ) [الشورى : ٢٣] فقيل :
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ٢١٤ ، وشرح الأشموني ٣ / ٥٩١ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٥١ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٤٠١.