حذف الصفة
(يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) [الكهف : ٧٩] أي : صالحة ، بدليل أنه قرىء كذلك ؛ وأن تعييبها لا يخرجها عن كونها سفينة ؛ فلا فائدة فيه حينئذ (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ) [الأحقاف : ٢٥] أي : سلطت عليه ، بدليل (ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ) [الذاريات : ٤٢] الآية (قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِ) [البقرة : ٧١] أي : الواضح ، وإلا لكان مفهومه كفرا (وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها) [الزخرف : ٤٨] ، وقال [من المتقارب] :
٨٢٤ ـ [وقد كنت في الحرب ذا تدرأ] |
|
فلم أعط شيئا ولم أمنع (١) |
وقال [من الوافر] :
٨٢٥ ـ [وليس لعيشنا هذا مهاة] |
|
وليست دارنا هاتا بدار (٢) |
أي : من أختها السابقة ، وبدار طائلة ، ولم أعط شيئا طائلا ؛ دفعا للتناقض فيهن (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ) [المائدة : ٦٨] أي : نافع ، (إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا) [الجاثية : ٣٢] أي : ضعيفا.
حذف المعطوف
ويجب أن يتبعه العاطف ، نحو : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ) [الحديد : ١٠] أي : ومن أنفق من بعده. دليل التقدير أن الاستواء إنّما يكون بين شيئين ، ودليل المقدّر (أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا) [الحديد : ١٠] ، (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) [البقرة : ٢٨٥] ، (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ) [النساء : ١٥٢] ، أي : بين أحد وأحد منهم ؛ وقيل : «أحد» فيهما ليس بمعنى «واحد» مثله في (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (١) [الإخلاص : ١] ، بل هو الموضوع للعموم ، وهمزته أصلية لا مبدلة من الواو ، فلا تقدير ؛ وردّ بأنه يقتضي حينئذ أن المعرّض بهم وهم الكافرون فرّقوا بين كلّ الرسل ، وإنّما فرقوا بين محمد عليه الصلاة والسّلام وبين غيره في النبوّة ؛ وفي لزوم هذا نظر ، والذي يظهر لي وجه التّقدير ، وأن المقدّر بين «أحد» وبين «الله» بدليل
__________________
(١) البيت من المتقارب ، وهو للعباس بن مرادس في ديوانه ص ٨٤ ، والدرر ٦ / ٢٥ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٩٢٥ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٥١ ، ولسان العرب ١ / ٧٢ مادة / درأ /.
(٢) البيت من الوافر ، وهو لعمران بن حطان في ديوانه ص ١١٢ ، والمخصص ١٥ / ١٠٧ ، وأساس البلاغة مادة / مهمة / وتخليص الشواهد ص ١٢١ ، وخزانة الأدب ٥ / ٣٦١ وشرح شواهد المغني ٢ / ٩٢٦.