٨٢٨ ـ إنّ محلّا وإن مرتحلا |
|
[وإنّ في السّفر إذ مضوا مهلا](١) |
أي : إن لنا حلولا في الدنيا وإن لنا ارتحالا عنها وقد مرّ البحث في (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) [الحج : ٢٥] ، (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ) [فصلت : ٤١] مستوفّى ؛ وقال تعالى : (قالُوا لا ضَيْرَ) [الشعراء : ٥٠] ، أي : علينا ، (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ) [سبأ : ٥١] أي : لهم ، وقال الحماسي [من مجزوء الكامل] :
٨٢٩ ـ من صدّ عن نيرانها |
|
فأنا ابن قيس لا براح (٢) |
وقد كثر حذف خبر «لا» هذه حتى قيل : إنه لا يذكر ، وقال آخر [من الطويل] :
٨٣٠ ـ إذا قيل سيروا إنّ ليلى لعلّها ، |
|
جرى دون ليلى مائل القرن أعضب (٣) |
ما يحتمل النوعين
يكثر بعد الفاء نحو : (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ) [النساء : ٩٢ ، والمجادلة : ٣] ، (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [البقرة : ١٨٤ ، ١٨٥] ، (فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) [البقرة : ١٩٦] ، (فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) [البقرة : ٢٨٠] أي : فالواجب كذا ، أو فعليه كذا ، أو فعليكم كذا.
ويأتي في غيره نحو : (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) [يوسف : ١٨ ، ٨٣] أي أمري ، أو أمثل ، ومثله (طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ) [محمد : ٢١] أي أمرنا أو أمثل ، ويدل للأول قوله [من الطويل] :
٨٣١ ـ فقالت : على اسم الله، أمرك طاعة |
|
[وإن كنت قد كلّفت ما لم أعوّد](٤) |
وقد مرّ تجويز ابن عصفور الوجهين في «لعمرك لأفعلنّ» ، و «أيمن الله لأفعلنّ» وغيره جزم بأن ذلك من حذف الخبر ؛ وفي «نعم الرّجل زيد» وغيره جزم بأنه إذا جعل على الحذف كان من حذف المبتدأ.
__________________
(١) البيت من المنسرح ، وهو للأعشى في ديوانه ص ٢٨٣ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٤٥٢ ، والدرر ٢ / ١٧٣ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٥١٧ ، ولسان العرب ١١ / ٢٧٩ مادة / رحل /.
(٢) البيت من مجزوء الكامل ، وهو لسعد بن ناشب ، أو لسعد بن مالك في تاج العروس مادة / لا /.
(٣) البيت من البحر الطويل ، وهو بلا نسبة في لسان العرب مادة (عفا) وتاج العروس مادة (عفا).
(٤) البيت من الطويل ، وهو لعمر بن أبي ربيعة في ملحق ديوانه ص ٤٩٠ ، والأغاني ١ / ١٨٥ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٨١ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٣٢١ ، وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٦٠١.