الْحَطَبِ) (٤) [المسد : ٤] بإضمار «أذمّ» ؛ ونظائره كثيرة ، وقالوا «أمّا أنت منطلقا انطلقت» أي : لأن كنت منطلقا انطلقت ؛ وقالوا : «لا أكلّمه ما أنّ حراء مكانه ، وما أن في السّماء نجما» ، أي : ما ثبت ، ويروى «نجم» بالرفع ، فـ «أنّ» : فعل ماض بمعنى «عرض» ، وأصله : «عنّ».
حذف المفعول
يكثر بعد «لو شئت» ، نحو : (فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) [الأنعام : ١٤٩] ، أي : فلو شاء هدايتكم ؛ وبعد نفي العلم ونحوه ، نحو : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ) [البقرة : ١٣] ، أي : أنهم سفهاء ، (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ) (٨٥) [الواقعة : ٨٥] ، وعائد على الموصول ، نحو : (أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً) [الفرقان : ٤١] ، وحذف عائد الموصوف دون ذلك ، كقوله [من الوافر] :
٨٣٤ ـ [حميت حمى تهامة بعد نجد] |
|
وما شيء حميت بمستباح (١) |
وعائد المخبر عنه دونهما ، كقوله [من الرجز] :
٨٣٥ ـ [قد أصبحت أمّ الخيار تدّعي] |
|
عليّ ذنبا كلّه لم أصنع (٢) |
وقوله [من المتقارب] :
٨٣٦ ـ [فأقبلت زحفا على الرّكبتين] |
|
فثوب لبست وثوب أجرّ (٣) |
وجاء في غير ذلك ، نحو : (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ) [النساء : ٩٢ ، والمجادلة : ٤] ، (فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً) [المجادلة : ٤] ، أي : فمن لم يجد الرقبة ، فمن لم يستطع الصوم.
ومن غريبه حذف المقول وبقاء القول ، نحو : (قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ) [يونس : ٧٧] أي : هو سحر ، بدليل (أَسِحْرٌ هذا) [يونس : ٧٧] ، ويكثر حذفه في الفواصل ، نحو : (وَما قَلى) [الضحى : ٣] ، (وَلا تَخْشى) [طه : ٧٧] ، ويجوز حذف مفعولي أعطى نحو : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى) [الليل : ٥] ، وثانيهما فقط ، نحو : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ) [الضحى : ٥] ، وأوّلهما فقط ، خلافا للسهيليّ ، نحو : (حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ) [التوبة : ٢٩].
__________________
(١) تقدم تخريجه.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) البيت من المتقارب ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ١٥٩ ، والأشباه والنظائر ٣ / ١١٠ ، وخزانة الأدب