(٨) [الغاشية : ٨] ، أي : ووجوه ، عطف على (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ) (٢) [الغاشية : ٢] ، والثانية (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) [آل عمران : ١٩] ، فيمن فتح الهمزة ، أي : وأنّ الدّين ، عطف على (أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) [آل عمران : ١٨] ويبعده أن فيه فصلا بين المتعاطفين المرفوعين بالمنصوب ، وبين المنصوبين بالمرفوع ؛ وقيل : بدل من «أن» الأولى وصلتها ، أو من القسط ، أو معمول للحكيم على أن أصله الحاكم ثم حوّل للمبالغة ؛ والثالثة (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ) [التوبة : ٩٢] ، أي : وقلت : وقيل : بل هو الجواب ، و (تَوَلَّوْا) [التوبة : ٩٢] جواب سؤال مقدر ، كأنه قيل : فما حالهم إذ ذاك؟ وقيل : (تَوَلَّوْا) حال على إضمار «قد» ؛ وأجاز الزمخشري أن يكون (قُلْتَ) استئنافا ، أي : إذا ما أتوك لتحملهم تولّوا ، ثم قدر أنه قيل : لم تولوا باكين؟ فقيل : (قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ) [التوبة : ٩٢] ثم وسط بين الشرط والجزاء.
حذف فاء الجواب
هو مختص بالضرورة ، كقوله [من البسيط] :
٨٣٨ ـ من يفعل الحسنات الله يشكرها |
|
[والشّرّ بالشرّ عند الله مثلان](١) |
وقد مرّ أن أبا الحسن خرّج عليه (إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ) [البقرة : ١٨٠].
حذف واو الحال
تقدّم في قوله [من الكامل] :
٨٣٩ ـ نصف النّهار الماء غامره |
|
[ورفيقه بالغيب لا يدري](٢) |
أي : انتصف النهار والحال أن الماء غامر هذا الغائص.
حذف «قد»
زعم البصريّون أن الفعل الماضي الواقع حالا لا بدّ معه من «قد» ظاهرة ، نحو : (وَما لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ) [الأنعام : ١١٩] ، أو مضمرة ، نحو : (أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) [الشعراء : ١١١] ، (أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) [النساء : ٩٠]. وخالفهم الكوفيّون ، واشترطوا ذلك في الماضي الواقع خبرا لـ «كان» ، كقوله عليه
__________________
(١ و ٢) تقدم تخريجه.