عَذاباً شَدِيداً) [النمل : ٢١] الآية ، (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ) [آل عمران : ١٥٢] ، (لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ) [الحشر : ١٢] ؛ واختلف في نحو : «لزيد قائم» ، ونحو : «إنّ زيدا قائم ، أو لقائم» هل يجب كونه جوابا لقسم أو لا؟
حذف جواب القسم
يجب إذا تقدّم عليه أو اكتنفه ما يغني عن الجواب ؛ فالأول نحو : «زيد قائم والله» ، ومنه «إن جاءني زيد والله أكرمته» ، والثاني نحو : «زيد والله قائم». فإن قلت : «زيد والله إنه قائم ، أو لقائم» احتمل كون المتأخّر عنه خبرا عن المتقدّم عليه ، واحتمل كونه جوابا وجملة القسّم وجوابه الخبر.
ويجوز في غير ذلك ، نحو : (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً) (١) [النازعات : ١] الآيات ، أي : لتبعثنّ ، بدليل ما بعده ، وهذا المقدّر هو العامل في (يَوْمَ تَرْجُفُ) [النازعات : ٦] أو عامله : اذكر ؛ وقيل : الجواب (إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً) [النازعات : ٢٦] وهو بعيد لبعده ؛ ومثله (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) [ق : ١] ، أي : لنهلكن ، بدليل (كَمْ أَهْلَكْنا) [ق : ٣٦] أو إنّك لمنذر ، بدليل (بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ) [ق : ٢] وقيل : الجواب مذكور ؛ فقال الأخفش (قَدْ عَلِمْنا) [ق : ٤] وحذفت اللام للطّول مثل (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) (٩) [الشمس : ٩]. وقال ابن كيسان (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ) [ق : ١٨] الآية ، الكوفيّون (بَلْ عَجِبُوا) [ق : ٢] والمعنى : لقد عجبوا ؛ بعضهم (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى) [الزمر : ٢١ ، وق : ٣٧] ، ومثله (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) (١) [ص : ١] ، أي : إنه لمعجز ، أو (وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) [البقرة : ٢٥٢ ؛ يس : ٣] أو ما الأمر كما يزعمون ، وقيل : مذكور ؛ فقال الكوفيّون والزّجاج (إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌ) [ص : ٦٤] وفيه بعد ، الأخفش (إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ) [ص : ١٤] الفرّاء وثعلب (ص) [ص : ١] لأن معناها صدق الله ؛ ويردّه أن الجواب لا يتقدّم ، وقيل : (كَمْ أَهْلَكْنا) [ص : ٣] وحذفت اللام للطول.
حذف جملة الشرط
هو مطّرد بعد الطلب ، نحو : (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) [آل عمران : ٣١] ، أي : فإن تتبعوني يحببكم الله (فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ) [مريم : ٤٣] ، (رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ) [إبراهيم : ٤٤].
وجاء بدونه نحو : (إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ) [العنكبوت : ٥٦] ، أي : فإن لم يتأتّ إخلاص العبادة لي في هذه البلدة فإيّاي فاعبدون في غيرها (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللهُ