فتقول : «نعم» ، إن صدّقت النفي ، و «بلى» ، إن أبطلته ، ومن ذلك قوله [من الكامل] :
٨٧٢ ـ قالوا : أخفت؟ فقلت : إنّ ، وخيفتي |
|
ما إن تزال منوطة برجائي (١) |
فإنّ «إنّ» هنا بمعنى «نعم» ، وأما قوله [من مجزوء الكامل] :
٨٧٣ ـ ويقلن : شيب قد علا |
|
ك وقد كبرت فقلت : إنّه (٢) |
فلا يلزم كونه من ذلك ، خلافا لأكثرهم ، لجواز أن لا تكون الهاء للسكت ، بل اسما لـ «إنّ» على أنها المؤكّدة والخبر محذوف ، أي : إنه كذلك.
الثاني : بعد «نعم» و «بئس» إذا حذف المخصوص ، وقيل : إن الكلام جملتان ، نحو : (إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ) [ص : ٤٤].
والثالث : بعد حروف النداء في مثل (يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ) [يس : ٢٦] إذا قيل : إنه على حذف المنادى ، أي : يا هؤلاء.
الرابع : بعد «إن» الشرطية ، كقوله [من الرجز] :
٨٧٤ ـ قالت بنات العمّ : يا سلمى وإن |
|
كان فقيرا معدما؟ قالت : وإن (٣) |
أي : وإن كان كذلك رضيته.
الخامس : في قولهم : «افعل هذا إمّا لا» ، أي : إن كنت لا تفعل غيره فافعله.
حذف أكثر من جملة
في غير ما ذكر ، أنشد أبو الحسن [من الخفيف] :
٨٧٥ ـ إن يكن طبّك الدّلال فلو في |
|
سالف الدّهر والسّنين الخوالي (٤) |
أي : إن كان عادتك الدلال فلو كان هذا فيما مضى لاحتملناه منك ؛ وقالوا في قوله
__________________
(١) تقدم تخريجه.
(٢) البيت من الكامل ، وهو بلا نسبة في خزانة الأدب ١١ / ٢١٥ ، وشرح شواهد المغني ص ٩٣٦.
(٣) البيت من مجزوء الكامل ، وهو لعبيد الله بن قيس الرقيّات في ديوانه ص ٦٦ ، وخزانة الأدب ١١ / ٢١٣ ، وشرح شواهد المغني ١ / ١٢٦ ، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص ٣٥٤ ، وجمهرة اللغة ص ٦١.
(٤) البيت من الرجز ، وهو لرؤبة في ملحق ديوانه ص ١٨٦ ، وخزانة الأدب ٩ / ١٤ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١ / ١٨ ، ورصف المباني ص ١٠٦.
(٥) البيت من الخفيف ، وهو لعبيد بن الأبرص في ديوانه ص ١١٣ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٩٣٧ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٦١ ، وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٧٤.