ومعمولين لصلة «أل» ، نحو : (وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) [يوسف : ٢٠] في قول ، وعلى الفعل المنفي بما في نحو قوله [من الرجز] :
ونحن عن فضلك ما استغنينا
وقيل : وعلى إن معمولا لخبرها في نحو : أما بعد فإني أفعل كذا وكذا ، وقوله [من البسيط] :
٩٥٠ ـ أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر |
|
فإنّ قومي لم تأكلهم الضّبع (١) |
وعلى العامل المعنوي في نحو قولهم : «أكلّ يوم لك ثوب».
وأقول : أما مسألة «أمّا» فاعلم أنه إذا تلاها ظرف ، ولم يل الفاء ما يمتنع تقدم معموله عليه ، نحو : «أمّا في الدّار ـ أو عندك ـ فزيد جالس» جاز كونه معمولا لـ «أمّا» أو لما بعد الفاء ؛ فإن تلا الفاء ما لا يتقدّم معموله عليه ، نحو : «أمّا زيدا ـ أو اليوم ـ فإنّي ضارب» ، فالعامل فيه عند المازني «أما» فتصحّ مسألة الظرف فقط ؛ لأن الحروف لا تنصب المفعول به ، وعند المبرد تجوز مسألة الظرف من وجهين ، ومسألة المفعول به من جهة إعمال ما بعد الفاء ؛ واحتجّ بأن «أما» وضعت على أن ما بعد فاء جوابها يتقدم بعضه فاصلا بينها وبين «أما» ؛ وجوّزه بعضهم في الظرف دون المفعول به ؛ وأما قوله : «أمّا أنت ذا نفر» فليس المعنى على تعلّقه بما بعد الفاء ، بل هو متعلّق تعلّق المفعول لأجله بفعل محذوف ، والتقدير : ألهذا فخرت علي؟ وأما المسألة الأخيرة فمن أجاز «زيد جالسا في الدار» لم يكن ذلك مختصا عنده بالظرف.
القاعدة العاشرة
من فنون كلامهم القلب. وأكثر وقوعه في الشعر ، كقول حسان رضي الله تعالى عنه [من الوافر] :
٩٥١ ـ كأنّ سبيئة من بيت رأس |
|
يكون مزاجها عسل وماء (٢) |
__________________
(١) البيت من البسيط ، وهو لعباس بن مرادس في ديوانه ص ١٢٨ ، والأشباه والنظائر ٢ / ١١٣ ، والاشتقاق ص ٣١٣ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٣ ، والدرر ٢ / ٩١ ، وشرح شواهد المغني ١ / ١١٦ ، ولسان العرب ٦ / ٢٩٤ مادة / خرش / وبلا نسبة في امالي بن الحاجب ١ / ٤١١ وأوضح المسالك ١ / ٢٦٥.
(٢) البيت من الوافر ، وهو لحسان بن ثابت في ديوانه ص ٧١ ، والأشباه والنظائر ٢ / ٢٩٦ ، وخزانة الأدب ٩ / ٢٢٤ ، والدرر ٢ / ٧٣ ، وشرح شواهد المغني ص ٨٤٩ ، ولسان العرب ١ / ٩٣ مادة / سبأ /.