الحج أكل أموال الناس بالباطل أو مخالفة احكام الله فإنهم لا حرمة لهم.
ان الطبيعة واسعة وبإمكان الجميع ان ينتفعوا بها دون مزاحمة الآخرين ، وإذا استل من قلوب الناس الأحقاد وروح الاعتداء ، استطاع الجميع الاستفادة من نعم الله. بيد ان هذه الأحقاد تأتي عادة بسبب ردة الفعل ، فكل طرف يتصور انه ليس هو المبتدء بالاعتداء وانما يقتصّ ممن أعتدوا عليه باعتداء مماثل وهذا هو الذي يقف حاجزا امام تعاون الجميع.
وعلى الجميع ألّا يدفعهم الاعتداء على مضاعفة الرد (الصاع بصاعين) ، ولا ان يخرجهم من حدود العدالة ، وانئذ فقط يمكن للجميع أن يتعاونوا.
(وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا)
ان الله جاء بهذا التمهيد لتوجيه الإنسان الى نعم الله الواسعة ، وإبعادهم عن النظر إلى أموال بعضهم ولذلك لم يلبث ان قال :
(وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا)
اي لا يحتم عليكم اعتداء الآخرين عليكم مقابلتهم بالمثل ، وذلك بأن تعتدوا عليهم قصاصا على أنهم منعوكم عن المسجد الحرام ردحا من الزمن. كلا ... ان شنآن هؤلاء وعداوتهم لكم يجب الا تخرجكم عن اطار العدل بل العكس من ذلك. عليكم ان تهدفوا تحقيق التعاون.
التكتّل الايماني :
(وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ)