هنالك تكتلات عدوانية الهدف منها ظلم الناس واستغلالهم مثل تكتل التجار المحتكرين ضد المستهلكين ، وتعاون الانظمة الجائرة ضد الشعوب المستضعفة ، وهذه لعنة سوداء ..
وهناك تكتلات تهدف إشاعة الخير ، وتطبيق النظام. أما إشاعة الخير ـ فهي البر ـ وليس البر أن تسعد على حساب غيرك ، بل أن تسعد ويسعد الجميع معك.
وأما النظام وتطبيقه فهو التقوى إذ هو الحذر من الله ، واتقاء بلائه ، وهو لا يكون إلا بتطبيق نظامه الذي أوحى به إلى رسله ، ومراعاة سننه التي أركزها في الطبيعة ، وبتعبير أخر يجب أن يكون الهدف من التعاون اشاعة الخير ومقاومة الشر أنى كان مصدرهما.
ويضع القرآن في مقابل البر الإثم ، وفي مقابل التقوى العدوان فالإثم هو الحصول على أموال الناس بالخديعة (الغش ـ السرقة ـ الاحتكار ـ التعاون مع السلطات الجائزة ـ الحلف الكاذب).
بينما العدوان : هو الاستيلاء على حقوق الناس بالقوة ، وبلا أي غطاء.
(وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ)
ومن أنواع عقابه الشديد أن يضرب بعضكم ، بعضا ، ويشعل بعضكم نار حرب بعض على بعض فيحترق الجميع.
أو إنكم بتحالفاتكم العدوانية يخشى بعضكم بعضا ، فيتوجه الجميع الى صناعة السلاح ويضع الميزانيات الرهيبة لغرض التدمير ، فتمتص ميزانيات التسلح ثرواتكم وتحرق جذور السعادة والرفاه ، فتصبحون على ما فعلتم نادمين.