(وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ)
إذ أن الظروف القاسية التي تصيب البشر تأتي بسبب تكذيبه للحقائق ، واكتسابه للمنكرات من هنا نستطيع أن نستنبط فكرة جديدة في فلسفة التاريخ ، وفلسفة الحضارات بين الفكرتين المتطرفتين وهما :
الفكرة الأولى : التي تقول ان للحضارات دورة حياتية حتمية مثل مراحل الحياة للشخص ، من الطفولة الى الشباب الى الشيخوخة فالموت.
والفكرة الثانية : التي تقول أن الحضارات انما هي نتيجة فكرة حضارية تنمو حولها وبها امكانيات المجتمع حتى تصبح حضارة.
والفكرة الثالثة : التي يمكن استنباطها من هذه الآيات ـ لو صح التفسير الذي فسرناه بها ـ هي :
أن هناك سببين للحضارة ، سبب طبيعي هو تحدي الصعوبات الفاسدة من ظروف قاسية أو من صراعات اجتماعية ، إذ ينشأ من هذا التحدي الضراعة فإصلاح النواقص فالرخاء والرفاه ، وهذا السبب الطبيعي يتحرك وفق سنن طبيعية تقريبا كسائر القوانين الاجتماعية.
والسبب الثاني هو : الايمان بفكرة رسالية والالتزام بمناهجها (الايمان والتقوى) ولهذا السبب سنّته الذاتية ، بمعنى أن الحضارة تبقى مع الايمان والتقوى.
[٩٧] ولان هلاك المجتمعات الفاسدة يكون فجائيا بعد تراكم السيئات ، وإحاطتها بالذين يكتسبونها ، فان علينا أن نترقب بأس ربنا في كل لحظة ، ليلا ونهارا ، في حالة النوم أو في حالة الغفلة!!