والأول : الدال ، والثانى : المدلول ، ثم الدال إن كان لفظا فالدلالة لفظية ، وإلا فغير لفظية كدلالة الخطوط والعقد والإشارات والنّصب ، ثم الدلالة اللفظية إما أن يكون للوضع مدخل فيها ، أو لا ؛ ...
______________________________________________________
معناه ودلالته كونه ملتبسا بحالة وهى أن يلزم من العلم بوضعه لذلك المعنى العلم بذلك المعنى ، وكذلك تغير العالم فإنه دال على حدوثه ودلالته كونه (١) ملتبسا بحالة وهى أن يلزم من العلم بثبوته للعالم العلم بحدوثه ، وقوله : " يلزم إلخ" أى : سواء كان اللزوم بواسطة أو لا (قوله : والأول) أى : الشىء الأول وهو ما يلزم من العلم به العلم بشىء آخر ، وأما الشىء الثانى فهو ما يلزم من العلم بشىء آخر العلم به (قوله : فالدلالة لفظية) أى : وهى ثلاثة أقسام ؛ لأنها إما عقلية بألا يمكن تغيرها كدلالة اللفظ على وجود لافظه ، وإما طبيعية بأن يكون الربط بين اللفظ والمدلول يقتضيه الطبع كدلالة" أح" على الوجع ، فإن طبع اللافظ يقتضى التلفظ به عند عروض الوجع ، وإما وضعية بأن يكون الربط بين اللفظ الدال والمدلول بالوضع كدلالة الأسد على الحيوان المفترس (قوله : وإلا فغير لفظية) أى : وإلا يكن الدال لفظا ، فالدلالة غير لفظية ، وهى ثلاثة أقسام أيضا ؛ لأنها إما عقلية لا يمكن تغيرها كدلالة التغير على الحدوث ، وإما طبيعية بأن يكون الربط بين الدال والمدلول يقتضيه الطبع كدلالة الحمرة على الخجل والصفرة على الوجل أى : الخوف ، وإما وضعية بأن يكون الربط بين الدال والمدلول بالوضع كدلالة الإشارة المخصوصة مثلا على معنى" نعم" أو على معنى" لا" (قوله : كدلالة الخطوط والعقد والإشارات والنصب) أمثلة للدلالة الوضعية الغير اللفظية ، وأدخل بالكاف أمثلة العقلية والطبيعية الغير اللفظيتين كما تقدم ، والمراد بالخطوط الكتابة أو الخطوط الهندسية كالمثلث والمربع ، والنّصب جمع نصبة كغرف جمع غرفة ، وهى العلامة المنصوبة على الشىء كالعلامة المنصوبة على محل الطهارة من النجاسة (قوله : إما أن يكون للوضع مدخل فيها) وهى اللفظية الوضعية كدلالة الأسد على الحيوان المفترس ، وقوله : " إما أن يكون للوضع مدخل فيها" أى : دخول ، بأن كان سببا تامّا فيها كما فى المطابقية أو جزء سبب كما فى التضمنية والالتزامية (قوله : أو لا) بأن كانت باقتضاء العقل وهى اللفظية
__________________
(١) في النسخة المطبوعة : كون.