ذلك مع طائفتين جاءت بذكر هما السنّة ، حيث ورد بطرق عديدة عن عليّ عليهالسلام أنّه قال غير مرّة : « عهد إليَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن اُقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين » (١).
لقد عُرف المارقون بالخوارج..
أمّا الناكثون ، فهم الذين قاتلوا عليّاً يوم الجمل ، بعد أن بايعوه ، فقد نكثوا بيعتهم..
وأمّا القاسطون فهم معاوية وأصحابه الذين قسطوا ، أي جاروا وظلموا واعتدوا.
فإذا كان أصحاب الجمل لم يُظهروا شيئاً من العقائد تميّزهم كفرقة مستقلّة ، فليس القاسطون كذلك ، بل استحقّ القاسطون أن يُفْرَزوا كفرقة بأسباب ثابتة فيهم ، فحين وُجِدَ نظير تلك الأسباب عند غيرهم أصبحوا فرقاً متميّزة ، فمن تلك الأسباب :
أ ـ رفضوا الإمام الذي تمّت له البيعة ، وأظهروا سبّه والبراءة منه ومن أهل بيته : الحسن والحسين عليهماالسلام ، سبطي النبيّ صلىاللهعليهوآله وسيديّ شباب أهل الجنّة ، ولم يكتفوا بذلك حتّى قاتلوه وقاتلوا أبناءه من بعده ، وفي أقلّ من ذلك تميزّت الفرقة التي عُرفت بالرافضة كما تقدّم عند أصحاب الفرق والتاريخ !
فلماذا لا تكون براءة هؤلاء من عليّ وسبطي النبيّ كافية في جعلهم فرقة
_____________
(١) أخرجه ابن كثير في البداية والنهاية ٧ : ٣٣٨ ـ ٣٤٠ ـ دار إحياء التراث العربي ـ ١٤١٣ هـ. بأسانيد عديدة عن عليّ عليهالسلام وابن مسعود وأبي سعيد الخدري وأبي أيّوب الأنصاري.