وسلّم ـ ، فقال : يا اُمّ الفضل ، امسكي ابني فقد بال عليَّ.
قالـت : فأخذته فقرصته قرصة بكى منها وقلت : آذيت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بلت عليه !
فلما بكى الصبي قال : يا امّ الفضل ، آذيتني في بني أبكيتيه ، قالـت ثمّ دعا بماء فحدره عليه حدراً وقال : إذا كان غلاماً فاحدروه حدراً ، وإذا كانت جارية فاغسلوه غسلاً.
١٩٣ ـ قال : أخبرنا مالك بن إسماعيل ، عن شريك ، عن سماك ، عن قابوس ، عن امّ الفضل ، قالت :
لمّا ولد الحسين بن علي قلت : يا رسول الله ، أعطنيه ـ أو ادفعه ـ إليّ فلأكفله وأرضعه بلبن قثم ، ففعل فأتيته به فوضعه على صدره فبال عليه فأصاب إزاره فقلت : أعطني إزارك أغسله ، فقال : إنما يصبّ على بول الغلام ويغسل بول الجارية.
١٩٤ ـ قال : أخبرنا عبدالوهاب بن عطاء ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن
__________________
الظاهر من السياق أنّ قثم كان قد ولد وأنّ فاطمة لم يكن لها رضيع حينذاك ، فلو كان الحسن قد ولد لم ينتظر بفاطمة عليهاالسلام أن تلد غلاماً آخر فترضعه أم الفضل ، ولم يكن بين الحسن والحسين عليهماالسلام إلاّ طهر واحد.
(١٩٣) ورواه في ترجمة امّ الفضل من الطبقات ٨ / ٢٧٩ عن عبيدالله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن قابوس بن المخارق ، بلفظ أطول ، ففيه :
رأت امّ الفضل أنّ في بيتها من رسول الله [ صلىاللهعليهوآله ] طائفة فأتت رسول الله فأخبرته ، فقال : هو خير ، إن شاء الله ، تلد فاطمة غلاماً ترضعينه بلبن قثم ابنك ، فولدت حسيناً فأعطتنيه ، فأرضعته حتى تحرّك فجاءت به إلى النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فأجلسه في حجره فبال ، فضربت بيدها بين كتفيه ، فقال : أوجعت ابني أصلحك الله ـ أو : رحمك الله ـ فقلت : أخلع إزارك والبس ثوباً غيره كيما أغسله ، فقال : إنما ينضح بول الغلام ويغسل بول الجارية.
وأخرجه الحافظ الطبراني في ترجمة الإمام الحسن عليهالسلام من المعجم الكبير ٣ / ٥ رقم ٢٥٢٦ بإسناده عن سماك ، وبرقم ٢٥٤١ بإسناد آخر عنه وفيه : فولدت فاطمه حسناً.
وأخرجه أحمد في المسند ٦ / ٣٣٩ بطريقين عن امّ الفضل ، وفيها أيضاً ، فولدت فاطمة حسناً.
(١٩٤) ذكر ابن الأثير في النهاية في ( زرم ) الحديث وقال : لا تُزرموا ابني ، أي : لا تقطعوا عليه بوله ، يقال : زرم الدمع والبول إذا انقطعا ، وأزرمته أنا.