أما اسم : «أخبار مكة» فقد سمّاه بهذا ناسخه في آخر النسخة عند ما قال : (تمّ الجزء الثاني ، وبتمامه تمّ جميع كتاب : «أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه» للإمام أبي عبد الله محمد بن اسحاق بن العبّاس الفاكهي المكي ـ رحمة الله عليه ـ).
وقال البغدادي عن الفاكهي : (صنف تاريخ مكة المكرمة وأخبارها في الجاهلية والإسلام) (١).
وب : «أخبار مكة» سمّاه الفاسي في أغلب المواضع التي سمّى فيها الكتاب في كتابيه : «العقد الثمين» ، و «شفاء الغرام» ، وابن حجر في ٨ مواضع من كتاب «الإصابة» ، على ما أفاده الدكتور : شاكر محمود في دراسته عن كتاب ابن حجر هذا.
واخترنا اسم : «أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه» لأنه المثبت في آخر النسخة ، ولأن ما أثبت في أول الفهرس هو تجوّز من الناسخ لأن العلماء في الغالب لم يكونوا يطلقون لفظة (تاريخ) إلا على الكتاب الذي يتناول تراجم الرجال.
وصف النسخة المعتمدة في التحقيق :
لقد بحثت عن الجزء الأول المفقود من هذا الكتاب في كثير من مكتبات العالم ، وكلّفت من لي به علاقة من أهل هذا الشأن بالبحث عنه ، فلم أقف له على خبر. وما قاله الأستاذ ملحس (٢) من وجود نسخة لهذا الكتاب في مكتبات نجد لم أقف له على أصل.
وبلغني خبر يفيد وجود نسخة من الكتاب في فلسطين ، فاتصلت ببعض الحجّاج ، وو القادمين من الأرض المحتلة ، وكلّفتهم بالتأكّد من صحة هذا الأمر ، ثم جاءني الردّ بعدم صحة هذا القول.
وبذلك يتأكّد لديّ ما قاله الشيخ حمد الجاسر (٣) من أن الموجود من كتاب الفاكهي هو الجزء الثاني فقط ، أما المجلّد الأول فهو مفقود.
__________________
(١) هدية العارفين ٦ / ٢١ من كشف الظنون وذيوله.
(٢) هامش الأزرقي : ١ / ١٠.
(٣) مجلة العرب : ١١ ، ١٢ جمادى الأولى والآخرة لسنة : ١٣٩٤ ه.