والثاني : دخول أهل المدينة الحرم وما يكره من ذلك.
ولم أجد الترجمة الأولى في الأصل ، وأما الترجمة الثانية فهي مصحفة صوابها : دخول أهل الذمة الحرم ، وما يكره من ذلك.
ولهذا يمكننا أن نضع إحتمال إقحام الترجمة الأولى في الفهرس ، وذلك لعدم وجودها في الأصل ، ولتصحيف الثانية ، والله أعلم.
عملنا في هذا الكتاب :
١ ـ ضبطت نص الكتاب ، ولأن النسخة المعتمدة وحيدة ، فقد حاولت جهدي إيجاد ما ينوب عن النسخة الثانية ، وذلك بالرجوع إلى مصادر الكتاب ، والكتب التي ألّفت في هذا الباب من معاصريه ومن بعدهم ، ثم الكتب التي اعتمدت على الفاكهي وجعلته من مصادرها. ويبدو أن كاتب نسختنا هذه ليس من أهل العلم ، فكثر فيها التصحيف والتحريف حيث جعلني أشكّ في كثير ممّا يكتبه من أسماء الرواة والمواضع ، والألفاظ غير ظاهرة المعنى ، وخاصة في الأشعار. وهذا ـ والله يعلم ـ أتعبنا كثيرا ، وجعلنا نقلّب اللفظة على أحوال شتى علّنا نعثر على الصواب. فما أكثر ما يورد لفظة : (ابن) فيجعلها : (عن) أو على العكس ، أو : (ابن) يجعلها : (أبو) ، أو بالعكس ، أو تسقط من لفظه ، أو عبارة ، أو سطر أحيانا ، وربّما أدخل إسنادا في إسناد ، وربّما قلب الاسم ، إلى غير ذلك من التحريفات التي أخذت حقّها من الجهد والوقت ـ وأجرنا على الله ـ.
من أجل ذلك كلّه نهجت في ضبط نص المخطوط منهجا قد يبعد نوعا ما عن منهج أهل الحديث ، حيث أنهم إذا وجدوا أخطاء في كتاب أثبتوه كما هو ، ثم نبهوا على هذا الخطأ كائنا ما كان. وهذا نلحظه عند الفاكهي.
وهذا المنهج ـ في نظري ـ انّما يصدق إذا كان الناسخ عالما وقلّت أخطاؤه.
وهذا منتف في نسختنا ، لذلك فإني إذا وجدت خطأ في هذه النسخة وتأكّد لدي أنه خطأ أثبت الصحيح في الأصل ، ونبهت على الخطأ في الهامش ، وذكرت مرجعي في ذلك أن وجد أما إذا شككت في الخطأ ولم يترجح لي الخطأ ، أثبت اللفظ كما هو في الأصل ونبّهت إلى شكّي في الهامش.