المبحث الأول
حياة الفاكهي
أهملت المراجع الترجمة لهذا الإمام الجليل إهمالا يكاد يكون تاما ، فلم نقف له على شيء يبيّن لنا متى ولد ولا متى توفي ، ولا عن نشأته ، وحالته الاجتماعية ، ولا غير ذلك.
وعند ما ذكره الفاسي في «العقد الثمين» (١) قال عنه : (مؤلف «أخبار مكة» روى فيه عن : ابن أبي عمر ، وبكر بن خلف ، وحسين بن حسن المروزي ، وجماعة) ثم امتدح كتابه ، وفضّله على كتاب الأزرقي ثم قال : (وما عرفت متى مات ، إلّا أنه كان حيّا في سنة اثنتين وسبعين ومائتين ، لأنه ذكر فيها قضية تتعلق بالمسجد الحرام ، وما عرفت من حاله سوى هذا ، واني لأعجب من إهمال الفضلاء لترجمته ، فإنّ كتابه يدل على أنه من أهل الفضل ، فاستحقّ الذكر ، وأن يوصف بما يليق به من الفضل والعدالة ، أو الجرح ، وحاشاه من ذلك ، وشابهه في إهمال الترجمة الأزرقي صاحب «أخبار مكة» الآتي ذكره.
وهذا عجب أيضا ، فإنه بمثابة الفاكهي في الفضل ، وما هما فيما أحسب بدون الجندي صاحب «فضائل مكة» فإن له ترجمة في كتب العلماء ، والله أعلم بحقيقة ذلك) أه.
هذا كل ما قاله الفاسي عن الفاكهي.
أما ابن حجر فقد عقد في آخر كتابه «تغليق التعليق» بابا طويلا ترجم فيه للبخاري ، وعقد فيه فصلا قال فيه (٢) (فصل في ذكر الرواة عن البخاري) فذكر جماعة ممّن روى عنه كتبه ، ثم قال : ومن الحفّاظ (أي : الرواة عنه) من أقرانه فمن بعدهم ، أبو زرعة ، وأبو حاتم ، وابراهيم بن اسحاق الحربي ...) ثم ذكر جملة من الحفّاظ إلى أن قال (ومحمد بن اسحاق الفاكهي ـ صاحب : أخبار مكة ـ) أه.
__________________
(١) ١ / ٤١٠ ـ ٤١١
(٢) ٥ / ٤٣٧ ـ ٤٣٩.