ذكر
مقلع الكعبة وتسمية مواضعه
وقال بعض أهل مكة : إن ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ لما أراد هدم الكعبة سأل رجالا من أهل العلم من أهل مكة : من أين كانت قريش أخذت حجارة الكعبة حين بنتها؟ فأخبر انهم بنوها من حراء (١) ، وثبير ، ومن المقطّع ، وهو الجبل المشرف على مسجد القاسم بن عبيدة بن الأسود بن خلف الخزاعي ، على يمين من أراد المشاش من مكة مشرفا على الطريق. وإنما سمّي المقطّع ، لأنه جبل صليب الحجارة. فكانوا يوقدون عليه بالنار ثم يقطع بالحديد. وقالوا : إنما سمي المقطّع لغير هذا الوجه ، إنّ أهل الجاهلية كانوا إذا خرجوا من مكة قلّدوا أنفسهم ورواحلهم من عضاه (٢) الحرم ـ والعضاه كلما كان فيه شوك ـ فإذا لقيهم أحد قالوا : من أهل الله ، فلا يعرض لهم ، فسمّي بذلك المقطّع.
ومن الجبل الأبيض الذي بالثنيّة ، الذي في طريق جدة ، وهو الجبل المشرف على ذي طوى ، يقال له : حلحلة ، ويقال : منه بنيت دار العباس بن محمد التي على الصيارفة. ومن جبل بأسفل مكة على يسار من انحدر من ثنيّة عضل (٣) ، ويقال لهذا الجبل : مقلع الكعبة. ومن مزدلفة من حجر لها يقال له : المفجري ، فهذه الجبال تعرف بمقلع الكعبة فيما يقال (٤) ، والله أعلم.
__________________
(١) هذا الجبل ، وما بعده من الجبال والمواضع المذكورة هنا سيأتي التعريف بها ـ إن شاء الله ـ مفصلا في مباحث أفردت لها في القسم الجغرافي من الكتاب.
(٢) العضاه ـ بالهاء في آخره ـ ويقال له : شجر أم غيلان ، واحدته : عضة.
(٣) كذا في الأصل ، وعند الأزرقي (بني عضل).
(٤) أنظر الأزرقي ١ / ٢٢٢ ـ ٢٢٣ ، حيث ذكر هذه الجبال وأضاف إليها جبلا آخر ، وهو : جبل الخندمة.