ذكر
بناء درج الصفا والمروة
/ قال : وكان الصفا والمروة يسند فيهما من سعى بينهما شيئا ، ولم يكن فيهما بناء ولا درج ، فكانا كذلك كما ذكر بعض المكيّين ، حتى كان في آخر خلافة أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين ، فعملهما عبد الصمد
بن علي بن عبد الله بن عباس ، فجعل لها درجا وسوّاها وأوطأها ، فدرجها إلى اليوم قائمة.
وقد كانت تعمر وتكحّل بالنورة ، وكان أول من أحدث فيها بناء بعد بناء عبد الصمد بن علي ، وكحلها بالنورة ، مبارك الطبري في خلافة المأمون (١).
ذكر
أول من استصبح بين الصفا والمروة
وقال بعض أهل مكة : إن خالد بن عبد الله القسري أول من استصبح بين الصفا والمروة في خلافة سليمان بن عبد الملك في الحج وفي رجب.
قال : وأول من أحدث بهذه النفّاطات (٢) التي بين الصفا والمروة أمير المؤمنين المعتصم بالله ، أمر بها لطاهر بن عبد الله حين حجّ في سنة تسع [عشرة](٣) ومائتين في ليالي الحجّ ، يريد بذلك إضاءة الطريق له. ثم هي
__________________
(١) الأزرقي : ٢ / ١٢٠ ، وابن رسنة ص : ٥٤. وقد أزيلت هذه الدرج في التوسعة السعودية الجديدة وأصبح موضع الدرج منحدر مبلط هو وجميع المسعى وأدخل المسعى في الحرم في هذه التوسعة.
(٢) النفّاطات : واحدتها : نفّاطة ، وهي ضرب من السرج : تاج العروس : ٥ / ٢٣٣.
(٣) في الأصل (وعشرين) وهو خطأ. وما أثبتناه هو الصحيح ، لأن المعتصم توفي سنة (٢٢٧). انظر تاريخ الطبري ٦ / ٧٠٦ ، والأزرقي ١ / ٢٧٨ ، وحجة طاهر بن عبد الله ، والاستصباح له كان في سنة (٢١٩). انظر إتحاف الورى : ٢ / ٢٩٠.