كذلك : «ظننت في داره زيدا» ، لأنّ «في داره» في موضع المفعول الذي هو خبر في الأصل ، فـ «زيد» مقدّم عليه في الرتبة.
وكذلك كل ما جاءك من المسائل قد تقدّم فيها المضمر على الظاهر يعتبر الجائز فيها من غير الجائز بما تقدم لك.
[٣ ـ المواضع التي يكون فيها الضمير متصلا أو منفصلا] :
ومما ينبغي أن يبيّن في هذا الباب الموضع الذي يكون فيه المضمر متّصلا من الموضع الذي يكون فيه منفصلا ، لأنّ أبا القاسم لم يجعل لذلك بابا ، فينبغي أن يلحق بهذا الباب ، فنقول والله الموفق للصواب :
الضمائر تنقسم ثلاثة أقسام : مرفوعات ومنصوبات ومخفوضات. أمّا المخفوضات فهي كلّها متصلة إلّا ما شذّ من قولهم : «ما أنا كأنت ولا أنت كأنا» ، أو ما جرى تأكيدا على المخفوض ، نحو : «مررت بك أنت». وأما المرفوع فمتّصل كلّه إلّا أن تفصل بينه وبين العامل بـ «إلّا» ، نحو : «ما ضرب زيدا إلّا أنا» ، ومنه قوله [من السريع] :
٤٥٧ ـ قد علمت سلمى وجاراتها |
|
ما قطّر الفارس إلّا أنا |
__________________
٤٥٧ ـ التخريج : البيت لعمرو بن معديكرب في ديوانه ص ١٦٧ ؛ والأغاني ١٥ / ١٦٩ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٩٩ ؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٤١١ ؛ والكتاب ٢ / ٣٥٣ ؛ وله أو للفرزدق في شرح شواهد المغني ٢ / ٧١٩ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٧ / ٢٤٣ ؛ وتخليص الشواهد ص ١٨٤ ؛ وشرح المفصل ٣ / ١٠١ ، ١٠٣ ؛ ولسان العرب ٥ / ١٠٦ (قطر).
اللغة : قطره : قتله.
المعنى : قد علمت سلمى وصويحباتها أنني قاتل الفارس ومجندله.
الإعراب : قد علمت : «قد» : حرف تحقيق ، «علمت» : فعل ماض مبني على الفتحة و «التاء» : للتأنيث. سلمى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. وجاراتها : «الواو» : عاطفة ، «جارات» : اسم معطوف على سلمى مرفوع بالضمة الظاهرة ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة. ما قطر : «ما» : نافية ، و «قطر» : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة. الفارس : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. إلا أنا : «إلا» : حرف حصر ، «أنا» : ضمير رفع منفصل في محل رفع فاعل.
وجملة «قد علمت سلمى» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «ما قطر الفارس» : في محل نصب سد مسد مفعولي علمت.