باب إضافة المصدر إلى ما بعده
[١ ـ أقسام المصدر] :
اعلم أنّ المصدر ينقسم ثلاثة أقسام : مصدر مؤكّد لفعله ، أو مبيّن ، نحو : «ضربت ضربا» ، و «ضربت ضرب شرطيّ» ، ومصدر مقدّر بـ «أن» والفعل ، ومثاله : «يعجبني ضرب زيد عمرا» ، يريد : أن ضرب زيد عمرا. ومصدر موضوع موضع الفعل ، نحو : «ضربا زيدا» ، أي : اضرب زيدا ضربا ، فحذف «اضرب» ووضع «ضربا» موضعه. قال الله تعالى : (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ)(١). أي : فاضربوا الرقاب. ومثله قول الشاعر المرار الفقعسي [من الكامل] :
أعلاقة أمّ الوليّد بعد ما |
|
أفنان رأسك كالثغام المخلس (٢) |
فأوقع «علاقة» موضع «تعلق».
فأما المصدر المؤكّد والمبيّن فلا يعملان أصلا ؛ وأما المصدر المقدّر بـ «أن» والفعل والموضوع موضع الفعل فيعملان عمل الفعل.
والذي نتكلم فيه في هذا الباب إنما هو المصدر المقدّر بـ «أن» والفعل. وينقسم ثلاثة أقسام : مصدر منوّن ومصدر مضاف ومصدر معرّف بالألف واللام. فأما إذا كان المصدر منونا فإنّك ترفع به الفاعل وتنصب المفعول ، وذلك نحو قولك : «يعجبني ضرب زيد
__________________
(١) سورة محمد : ٤.
(٢) تقدم بالرقم ٨٤.