فتقول : «عندي ثلاث إبل وثلاث ذود» ، ومنه قول الشاعر [من الوافر] :
٤٨٤ ـ ثلاثة أنفس وثلاث ذود |
|
لقد جار الزمان على عيالي |
وشذّ من ذلك «أشياء» لأنّهم يقولون : «ثلاثة أشياء» ، فيبنون العدد على مفرد وهو شيء ، وكان القياس أن يبنى العدد عليه لأنّه اسم جمع على وزن ، «فعلاء» ، كالطرفاء (٢).
واسم الجنس (٣) إذا كان لما يعقل فهو مؤنث والمعتبر من أسماء الجنس لفظها ، وهي جائز فيها التذكير والتأنيث ، والغالب عليها التذكير فتقول : «له عندي ثلاث نخل وثلاثة نخل» ، قال الله تعالى : (أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ)(٤). وقال : (أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ)(٥). فوصف به المذكّر.
__________________
٤٨٤ ـ التخريج : البيت للحطيئة في ديوانه ص ٢٧٠ ؛ والأغاني ٢ / ١٤٤ ؛ والإنصاف ٢ / ٧٧١ ؛ وخزانة الأدب ٧ / ٣٦٧ ، ٣٦٨ ، ٣٦٩ ، ٣٩٤ ؛ والخصائص ٢ / ٤١٢ ؛ والكتاب ٣ / ٥٦٥ ؛ ولسان العرب ٣ / ١٦٨ (ذود) ، ٦ / ٢٣٥ (نفس) ؛ ولأعرابيّ أو للحطيئة أو لغيره في الدرر ٤ / ٤٠ ؛ ولأعرابيّ من أهل البادية في المقاصد النحوية ٤ / ٤٨٥ ؛ وبلا نسبة في الدرر ٦ / ١٩٥ ؛ وشرح الأشموني ٢ / ٦٢٠ ؛ وشرح التصريح ٢ / ٢٧٠ ؛ ومجالس ثعلب ١ / ٣٠٤ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٢٥٣ ، ٢ / ١٧٠.
شرح المفردات : الذود : القطيع من الإبل بين الثلاث إلى العشر. جار : ظلم.
المعنى : يقول : لقد جار عليه الزمان وأفقده ناقة حلوبا بعد أن كانت ثلاثا لثلاثة أشخاص.
الإعراب : «ثلاثة» : خبر لمبتدأ محذوف تقديره : «نحن ثلاثة» ، وقيل : «ثلاثة» : مبتدأ مرفوع خبره محذوف تقديره : «ثلاثة أنفس وثلاث ذود متساوون» وهو مضاف. «أنفس» : مضاف إليه مجرور. «وثلاث ذود» : معطوفة على «ثلاثة أنفس» فهي مثلها. «لقد» : واقعة في جواب قسم محذوف ، و «قد» : حرف تحقيق. «جار» : فعل ماض. «الزمان» : فاعل مرفوع. «على عيالي» : جار ومجرور متعلّقان بـ «جار» ، وهو مضاف ، والياء ضمير في محلّ جرّ بالإضافة.
وجملة : «نحن ثلاثة ...» ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة القسم المحذوفة : «أقسم» لا محل لها من الإعراب. وجملة : «لقد جار الزمان» جواب القسم لا محل لها من الإعراب.
الشاهد : قوله : «ثلاث ذود» حيث عامل ما لا يعقل «ذود» معاملة المؤنث فجاء العدد «ثلاث» مذكرا ، وفي البيت شاهد آخر هو قوله : «ثلاثة أنفس» حيث أنّث العدد ومن حقّه أن يذكّر لأنّ النفس مؤنّثة ، والقياس : «ثلاث أنفس» ، وقد أنّثها لكثرة إطلاق النفس على الشخص ، وهو مذكّر.
(١) الطرفاء : شجر كثير الأصناف.
(٢) هو الذي لا يختص بواحد دون غيره من أفراد جنسه نحو : «تراب» ، ويقابله اسم العلم. واسم الجنس قسمان : إفرادي نحو : «زيت» ، وجمعيّ نحو : «عرب».
(٣) سورة الحاقة : ٧.
(٤) سورة القمر : ٢٠.