باب الأمثلة التي تعمل عمل اسم الفاعل
[١ ـ تعدادها وأقسامها بالنسبة إلى العمل] :
وهي فعول ، وفعّال ، ومفعال ، وفعل ، وفعيل. فهذه الأمثلة التي تعمل عمل اسم الفاعل وإن لم تكن أسماء فاعلين. والدليل على أنّها ليست بأسماء فاعلين أنّها للمبالغة. وفعل المبالغة والتكثير أبدا على وزن «فعّل» بتضعيف العين واسم الفاعل من «فعّل» : «مفعّل» ، فهذه الأمثلة إذن وقعت موقع مفعّل. ولذلك فصلها النحويون من اسم الفاعل ، أعني لأنّها ليست بأسماء فاعلين بل واقعة موقعها. ويحتمل أيضا أن تكون فصلت عن أسماء الفاعلين لأنّها ليست بجارية على الفعل عند من يرى أنّ اسم الفاعل إنّما عمل لجريانه على الفعل في حركاته وسكناته وعدد حروفه. وقد تبيّن فيما تقدّم ما السبب الذي لأجله عمل اسم الفاعل بمعنى الحال والاستقبال.
وهذه الأمثلة تنقسم قسمين : قسم اتفق النحويون على أنّه يعمل عمل اسم الفاعل ، وقسم فيه خلاف.
فالقسم الذي لا خلاف في إعماله : فعول ، ومنه قول الشاعر [من الطويل] :
٣٩٦ ـ ضروب بنصل السيف سوق سمانها |
|
إذا عدموا زادا فإنّك عاقر |
__________________
٣٩٦ ـ التخريج : البيت لأبي طالب بن عبد المطّلب في خزانة الأدب ٤ / ٢٤٢ ، ٢٨٥ ، ٨ / ١٤٦ ، ١٤٧ ، ١٥٧ ؛ والدرر ٥ / ٢٧١ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٧٠ ؛ وشرح التصريح ٢ / ٦٨ ؛ وشرح المفصّل ٦ / ٧٠ ؛ والكتاب ١ / ١١١ ؛ والمقاصد النحويّة ٣ / ٥٣٩ ؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ٢٢١ ؛ وشرح الأشموني ٢ / ٣٤٢ ؛ وشرح قطر الندى ص ٢٧٥ ؛ والمقتضب ٢ / ١١٤ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ٩٧.