باب الجمع بين «إنّ» و «كان»
قصده في هذا الباب أن يبيّن أنّه لا يجوز فيه الإعمال ، لأنّه لا يجوز ذلك إلّا في الفعلين خاصة أو ما جرى مجراهما ، وأما إذا كان العامل الواحد فعلا والآخر حرفا ، فلا يجوز ذلك ، لأنّه لا يجوز الإضمار في الحرف. والإعمال قد يؤدي في بعض المسائل إلى الإضمار ، فامتنع الإعمال في هذا الباب ، لذلك لم يكن بد من تقديم «إنّ» لأنّ لها صدر الكلام ونصب الاسم بعدها وجعل «كان» وما بعدها في موضع خبر.
ويجوز في مسألة أبي القاسم وهي : «إنّ القائم أبوه كان منطلقة جاريته». تثنية «القائم» و «منطلقة» وجمعهما على لغة من قال : «أكلوني البراغيث» ، لأنّ اسم الفاعل إذا رفع الظاهر كان حكمه حكم الفعل إذا رفع فتقول : «إنّ القائمين أبوهما كانا منطلقين جاريتاهما» ، و «إنّ القائمين أبوهم كانوا منطلقات جواريهم». وما عدا ذلك من زيادة «كان» ، فأمرها واضح ، وقد تقدّم الكلام عليه في باب «كان».