باب الفصل ويسميه الكوفيون العماد
الفصل هو وضع ضمائر الرفع المنفصلة بين المبتدأ والخبر بشرط أن يكون المبتدأ والخبر معرفتين ، أو يكونا مقاربين للمعرفتين.
والذي يقارب المعرفة : «أفضل من» ، ونحوه مما لا يقبل الألف واللام ويسميه أهل البصرة فصلا وأهل الكوفة عمادا ، وإنّما يسميه أهل الكوفة عمادا لأنه يعتمد عليه في الفائدة ، وذلك أنّه يتبيّن أنّ الثاني ليس بتابع للأول. فإن قيل : إنّك إذا قلت : «أنت القائم» ، معلوم أنّ الثاني ليس بصفة للأول. فالجواب : إنّه لما اضطر إليه في موضع من المواضع يحمل سائر الباب عليه ، كما أنّ العرب لما حذفت الواو من «يعد» لعلة ، حملوا «أعد» و «نعد» عليه وإن لم تكن فيه تلك العلة.
وتسمية أهل البصرة له فصلا خلافا لما سماه أهل الكوفة ، لأنّ الفصل عندنا هو البيان ، أو لأنّه قد فصل بين المبتدأ والخبر. ولا يحتاج على هذا أن تقول : إنّ بعض هذا الباب محمول على بعض.
وأيضا فإنّهم يستغنون عنه بالبدل والتأكيد ، فاستغناؤهم عنه بالتأكيد دليل على أنّه أريد به التأكيد مع تبيّن أنّ الثاني ليس بتابع للأول.
واختلف النحويون في هذه الضمائر ، فأكثرهم على أنّها حروف في معنى الضمائر