المحضة التنوين من الأول واللام أو «من» من الثاني ، ويخفف التنوين كما ذكرت لك ، وتحذف اللام أو «من» من الثاني ، لأنّ المضاف مع المضاف إليه كالشيء الواحد ، فلو بقي العامل لبقي حشوا بين ما هو كالكلمة الواحدة ، والعامل لا يقع حشو كلمة أبدا.
[٣ ـ عامل الجر في المضاف إليه] :
وفي الاسم المضاف إليه إذا حذف حرف الجر خلاف بم انخفض. فمنهم من زعم أنّه مخفوض بذلك الحرف المحذوف المقدّر. وذلك باطل لأنّ ذلك يؤدّي إلى حذف حرف الجرّ وإبقاء عمله ، وذلك لا يجوز إلّا في ضرورة أو نادر كلام.
ومنهم من زعم أنّه مخفوض بالمضاف لنيابته مناب حرف الجرّ المحذوف ، وهو الصحيح.
[٤ ـ الفصل بين المضاف والمضاف إليه] :
واعلم أنه يجوز الانفصال في جميعها إلّا في «غيرك» وأخواته وما استثنى أبو القاسم في حروف الخفض.
ويجوز في الإضافة بمعنى «من» أربعة أوجه : الإضافة ، والفصل ، والنصب على الحال والتمييز ، والإتباع أقلّها ، لأنّ الإتباع لا يكون في معنى المشتق إلّا قليلا ، والحال يكثر في ذلك.
وإنّما لم يجمع بين الألف واللام والإضافة لئلّا يجمع على الاسم تعريفان ، مثل «الغلام زيد». ولم يجمع بين الإضافة إلى النكرة وبين الألف واللام لئلّا يكون الاسم معرّفا منكرا في حال واحد ، لأنّه يكتسب من المضاف إلى النكرة تخصيصا ومن الألف واللام تعريفا. وإن شئت قلت : لم يجمع بين الألف واللام والإضافة لأنّ الألف واللام يعاقبان التنوين والإضافة ، فكذا لا يجمع بين الألف واللام والإضافة.