باب التأريخ
التأريخ ذكر ما بينك وبين شيء متقدّم عليك أو متأخّر عنك من عدد الليالي والأيام ، وذلك أنّك إذا أتيت بعدد واقع على ليال أو أيام ، فلا يخلو من أن تقصد بذلك إعلام قدر ما بينك وبين شيء متقدم عليك أو متأخر ، أو لا تقصد ذلك. فإن لم تقصد ذلك ، فلا بدّ من ذكر مفسر المعدود ، فتقول : «قمت ثلاث ليال أو ثلاثة أيّام» ، ويكون العدد على حسب التمييز من تذكير أو تأنيث ، ولا يجوز حذف التمييز إلّا إذا كان ما يدل عليه.
وإن قصدت بذلك تعريف ما بينك وبين شيء متقدم عليك أو متأخر عنك من الزمان ، فلا يخلو من أن تؤرّخ بالنظر إلى أول سنة أو شهر ، أو بالنظر إلى الليالي والأيام. فإن أرّخت بالنظر إلى الليالي والأيام ، فلا بدّ من ذكر المعدود ، إلّا أن تحذفه إذا كان معك ما يدلّ عليه ، ويكون العدد على حسب التمييز من تذكير أو تأنيث ، فتقول : «فعلت هذا لثلاث ليال خلت ، ولثلاثة أيام مضت».
فإن أرّخت بالنظر إلى شهر أو سنة فلا يخلو من أن تذكر تمييز العدد أو لا تذكر. فإن ذكرت التمييز كان العدد على حسبه من تذكير أو تأنيث ، فتقول : «فعلت هذا لثلاثة أيّام مضت ، ولثلاث ليال خلت من الشهر كذا أو من سنة كذا». فإن لم تذكّر التمييز وأتيت بالعدد خاصة ، فإنك تبنيه على الليالي دون الأيام ، فتقول : «فعلت هذا لثلاث خلت أو بقيت» ، فتحذف منها تاء التأنيث.
واختلف في السبب الموجب لذلك ، فمنهم من قال : إنّما كان ذلك لأنّ أوّل الشهر العربي ليلة ، فلو بقي التاريخ على الأيام دون الليالي ، لسقطت من الشهر ليلة ، فلذلك بني