[من مجزوء الكامل] :
٥٠٨ ـ إنّ المنايا يطّلع |
|
ن على الأناس الآمنينا |
لأنّه لم يكثر استعماله ولا جرى مجرى العلم فافهم ذلك.
[٥ ـ تابع المنادى] :
وإذا أتبعت المنادى فلا يخلو من أن يكون معربا أو مبنيّا ، فإن كان معربا ، فلا يخلو من أن تتبعه ببدل ، أو عطف نسق ، أو غير ذلك من التوابع. فإن أتبعته ببدل أو عطف نسق ، كان حكم الاسم التابع كحكمه لو باشر العامل الذي هو حرف النداء ، فيكون مبنيّا على الضم إن كان معرفة ، أو منصوبا إن كان نكرة أو مضافا. لأنّ حرف العطف ناب مناب العامل ، والبدل أيضا في نية استئناف «يا».
فإن كان غير ذلك ، أتبعته على لفظه ، فتقول : «يا عبد الله العاقل» ، و «يا عبد الله نفسه» ، و «يا عبد الله زيدا» ، و «يا عباد الله أجمعين» ، لأنّه منصوب اللفظ والموضع.
فإن كان المنادى مبنيّا ، فلا يخلو التابع من أن يكون بدلا ، أو عطف نسق ، أو لا يكون. فإن لم يكن ، فلا يخلو من أن يكون مضافا ، أو لا يكون.
فإن كان مضافا ، كان منصوبا أبدا ، فتقول فيه : «يا زيد نفسه» ، و «يا زيد صاحب
__________________
٥٠٨ ـ التخريج : البيت لذي جدن الحميريّ في خزانة الأدب ٢ / ٢٨٠ ، ٢٨٢ ، ٢٨٥ ، ٢٨٨ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١ / ٣١٢ ؛ والجنى الداني ص ٢٠٠ ؛ وجواهر الأدب ص ٣١٣ ؛ والخصائص ٣ / ١٥١ ؛ وشرح شواهد الشافية ص ٢٩٦ ؛ وشرح المفصل ٢ / ٩ ، ٥ / ١٢١.
المعنى : لا تأمنوا أيها الناس ، فالموت بالمرصاد لكلّ آمن.
الإعراب : إنّ : حرف مشبّه بالفعل. المنايا : اسم (إنّ) منصوب بفتحة مقدّرة على الألف. يطلعن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، و «النون» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. على الأناس : جار ومجرور متعلّقان بـ (يطلعن). الآمنينا : صفة (الأناس) مجرورة بالياء لأنها جمع مذكّر سالم ، و «النون» : عوض عن التنوين ، و «الألف» : للإطلاق.
وجملة «إنّ المنايا يطّلعن» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «يطّلعن» : في محلّ رفع خبر (إنّ).
والشاهد فيه قوله : «الأناس» حيث جاءت للضرورة بدلا من (الناس) كما قال.