باب الاسمين الذين لفظهما واحد والآخر مضاف منهما
إذا تكرر الاسم المنادى للفظه فلا يخلو من أن ترفع الأول أو تنصبه. فإن رفعته فيجوز فيما بعده ، ثلاثة أوجه. وذلك قولك : «يا زيد زيد عمرو». أحدها : أن يكون بدلا ، والثاني عطف بيان ، والثالث أن يكون منادى مستأنفا محذوفا منه حرف النداء.
فإن نصبت الأول فيكون نصبه على وجهين. إمّا أن يكون أصله : «يا زيد زيد عمرو» ، فأتبعت حركة الدال من «زيد» الأول حركة الدال من «زيد» الثاني ، ويكون الثاني عطف بيان. وإمّا أن يكون أصله : يا زيد عمرو زيد عمرو ، وفيه خلاف بين سيبويه ، رحمهالله ، وأبي العباس المبرّد.
فسيبويه ، رحمهالله ، يقدر الأصل : يا زيد عمرو زيد عمرو ، ثم حذف عمرو الثاني لدلالة الأول عليه ، فبقي : يا زيد عمرو زيد ، ثم قدم «زيد» ، وأقحم بين المضاف والمضاف إليه.
وأما المبرد فيقدر الأصل : يا زيد عمرو زيد عمرو ، فحذف «عمرو» من الأول لدلالة الثاني عليه. واستدلّ المبرّد على صحّة ما ذهب إليه بأنّ في كلا المذهبين حذفا ، وفي مذهب سيبويه ، رحمهالله ، تقديم وإقحام ، فما ذهبنا إليه أولى.
وهذا الذي قال ليس بصحيح ، لأنّ المضاف إليه إذا حذف ، عاد التنوين ، نحو : «أعطيته بعض الدراهم» ، فإذا حذفت قلت : بعضا ، إلّا أن يكون في اللفظ كالمضاف ، وذلك نحو قول الشاعر [من مجزوء الكامل] :
٥١٠ ـ إلّا علالة أو بدا |
|
هة قارح نهد الجزاره |
__________________
٥١٠ ـ التخريج : البيت للأعشى في ديوانه ص ٢٠٩ ؛ وخزانة الأدب ١ / ١٧٢ ، ١٧٣ ، ٤ / ٤٠٤ ،