فأعمل «حذرا» في «أمور». وكذلك قوله [من الكامل] :
٤٠٢ ـ أو مسحل شنج عضادة سمحج |
|
بسراته ندب له وكلوم |
فأعمل «شنجا» في «عضادة».
وإعمالها عند سيبويه ومن أخذ بمذهبه قليل. وهو في «فعل» أقلّ منه في «فعيل» بكثير.
وأما المبرد فلم ير أنّ في هذا الذي استدلّ به سيبويه دليلا. أما قوله :
حذر أمورا لا تضير وآمن |
|
... (٢) |
__________________
ناقص ، واسمه ضمير مستتر تقديره : «هو». «منجيه» : خبر «ليس» منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والهاء ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «من الأقدار» : جار ومجرور متعلّقان بـ «منجيه».
وجملة : «... حذر» ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة : «لا تضير» في محل نصب نعت «أمورا». وجملة : «ليس منجيه» صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله : «حذر أمورا» حيث عملت صيغة المبالغة «حذر» عمل فعلها ، فنصبت مفعولا به «أمورا».
٤٠٢ ـ التخريج : البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص ١٢٥ ؛ وخزانة الأدب ٨ / ١٦٩ ؛ وشرح أبيات سبيويه ١ / ٢٤ ؛ وشرح المفصل ٦ / ٧٢ ؛ ولسان العرب ٣ / ٢٩٣ (عضد) ، ١١ / ٤٧٥ (عمل) ؛ والمقاصد النحوية ٣ / ٥١٣ ؛ ولعمرو بن أحمر في الكتاب ١ / ١١٢ ؛ وليس في ديوانه.
اللغة : المسحل : الحمار الوحشي. الشنج : الملازم. العضادة : الجنب. السمحج : أتان الوحش. السراة : أعلى الظهر. الندب : آثار الجروح. الكلوم : الجروح.
المعنى : يصف الشاعر ناقته التي شبّهها بحمار الوحش الملازم لأتانه التي ترمحه على ظهره فتحدث فيه خدوشا وكلوما.
الإعراب : أو : حرف عطف. مسحل : معطوف على «مسدّم» في البيت السابق مرفوع. شنج : نعت «مسحل» مرفوع. عضادة : مفعول به لـ «شنج» منصوب ، وهو مضاف. سمحج : مضاف إليه مجرور. بسراته : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم ، وهو مضاف ، و «الهاء» : ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. ندب : مبتدأ مؤخّر مرفوع. لها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ «ندب». وكلوم : «الواو» : حرف عطف و «كلوم» : معطوف على «ندب» مرفوع.
وجملة «بسراته ندب ...» : في محلّ رفع نعت «مسحل».
الشاهد فيه قوله : «شنج عضادة سمحج» حيث عملت صيغة المبالغة «شنج» عمل اسم الفاعل فرفعت فاعلا هو الضمير المستتر ، ونصبت مفعولا به «عضادة».
(١) تقدم بالرقم ٤٠١.