وإذا ذكرت المستغاث به وحده فتحت لامه ، نحو ما جاء في الحديث لمّا طعن العلج عمر رضياللهعنه ورحمه صاح : «يا لله يا للمسلمين».
فإذا ذكرتهما فتحت لام المستغاث به وكسرت لام المستغاث من أجله ، نحو قول قيس ابن ذريح العامري [من الوافر]
٥٢٥ ـ تكنّفني الوشاة وواعدوني |
|
فيا للنّاس للواشي المطاع |
ولا يجوز أن يجمع بين الألف والهاء وبين لام الاستغاثة ، لأنّها عاقبتها ، فكرهوا الجمع بينهما فافهم.
__________________
٥٢٥ ـ التخريج : البيت لقيس بن ذريح في ديوانه ص ١١٨ ؛ والأغاني ٩ / ١٨٥ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٥٣١ ؛ والشعر والشعراء ٢ / ٦٣٣ ؛ والكتاب ٢ / ٢١٦ ، ٢١٩ ؛ واللامات ص ٨٨ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٢٥٩ ؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ١٠٣ ؛ ورصف المباني ص ٢١٩ ؛ وشرح المفصل ١ / ١٣١ ؛ ولسان العرب ١٢ / ٥٦٣ (لوم) ؛ والمقرب ١ / ١٨٣.
اللغة : تكنّفه : أحاط به. الوشاة : النمّامون.
المعنى : لقد أحاط النمّامون والحاسدون بي ، ووعدوني وهدّدوني ، ولا أدري كيف أطعتهم أيها الناس.
الإعراب : تكنّفني : فعل ماض مبني على الفتح ، و «النون» : للوقاية ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. الوشاة : فاعل مرفوع بالضمّة. وواعدوني : «الواو» : للعطف ، «واعدوا» : فعل ماض مبني على الضمّ ، و «الواو» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل ، و «النون» : للوقاية ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. فيا : «الفاء» : للاستئناف ، «يا» : حرف نداء واستغاثة هنا. للناس : جار ومجرور متعلقان بفعل النداء المحذوف. للواشي : جار ومجرور متعلقان بفعل النداء المحذوف. المطاع : صفة (الواشي) مجرورة بالكسرة.
وجملة «تكنّفني» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «واعدوني» : معطوفة عليها لا محلّ لها. وجملة الاستغاثة : استئنافية لا محلّ لها ، وهي «يا للناس للواشي».
الشاهد في قوله : «يا للناس للواشي» حيث فتح لام المستغاث به «للناس» وكسر لام المستغاث من أجله «للواشي».