وإذا أردت أن ترخّم الاسم نظرت إليه ، هل هو ثلاثيّ أو أزيد. فإن كان ثلاثيا لم ترخّمه أصلا ، لأنّهم كرهوا أن يذهبوا من أقلّ الأصول وأن تنهكه الغاية في القلّة.
هذا مذهبنا ، وأمّا الفراء ففصّل ، فقال : لا يخلو الثلاثي من أن يكون ساكن الوسط أو متحرّكه. فإن كان ساكن الوسط لم يجز ترخيمه ، نحو : «زيد» و «عمرو» وأمثالهما. فإن كان متحرّك الوسط جاز ترخيمه ، عنده على اللغتين معا (١). وإنّما لم يرخّم الثلاثي الساكن الوسط ، لأنّه إن حذف بقي على حرفين الثاني منهما ساكن ، فأشبه الأدوات نحو «من» و «عن» وأمثالهما.
والمتحرّك الوسط يقول في ترخيمه : «يا حك» ، و «يا حك» (٢) ، و «يا عم» ، و «يا عم» (٣). وهذا لم يسمع والقياس يدفعه لما قلنا ، فهذا تغيّر لا يحتاج إليه لأنّ الترخيم أولا غير جائز.
فإن كان الاسم الذي تريد أن ترخّمه في آخره تاء التأنيث ، تحذفها قلّت حروفه أو كثرت ، فتقول في «ثبة» و «عدة» وأمثالهما : «يا ثب» ، و «يا عد». وسبب ذلك أن تاء التأنيث غير معتدّ بها في البناء ، فسهل حذفها في هذا الباب لأنّه مبنيّ على التخفيف.
فإن كان الاسم على أزيد من ثلاثة أحرف ، فلا يخلو من أن يكون في آخره زيادتان زيدتا معا ، أو يكون في آخره تاء التأنيث أو يكون قبل آخره حرف مدّ ولين ، أو لا يكون فيه شيء من ذلك.
فإن كان في آخره زيادتان زيدتا معا ، فإنّك تحذفهما معا ، فتقول في «سليمان» و «عمران» و «مروان» : يا سلم ، ويا عمر ، ويا مرو.
وإن كانت فيه تاء التأنيث ، لم تحذف غيرها ، فتقول في «مرجانة» : يا مرجان. وإن كان قبل آخره حرف مد ولين ، حذفته مع الآخر إلّا أن يؤدي إلى بقاء الاسم على حرفين ، فإنّك حينئذ لا تحذف الممدود ، فتقول في مثل : «منصور» و «عمّار» وفي رجل اسمه
__________________
(١) وهذا أيضا مذهب الكوفيين. انظر المسألة التاسعة والأربعين في الإنصاف في مسائل الخلاف ص ٣٥٦ ـ ٣٦٠.
(٢) هذا في ترخيم «حكم».
(٣) هذا في ترخيم «عمر».